الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
26 - [و] قال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رجلا أتاه، فقال: يا رسول الله إنا نركب أرماثا في البحر، فتحضر الصلاة، وليس معنا ماء إلا لشفاهنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال: "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته".  

قال: حدثناه هشيم، عن يحيى بن سعيد، عن المغيرة، عن عبد الله بن أبي بردة، عن رجل من بني مدلج، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

قال أبو عبيد: وغير "هشيم" يجعل في هذا الإسناد مكان رجل من بني مدلج، عن "أبي هريرة" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 171 ] قال الأصمعي: الأرماث: خشب يضم بعضها إلى بعض، ويشد، ثم تركب، يقال لواحدها: رمث، وجمعها أرماث.

والرمث في غير هذا أن تأكل الإبل الرمث، فتمرض عنه.

قال الكسائي: يقال منه إبل رمثة ورماثى.

ويقال: إبل طلاحى وأراكى: إذا أكلت الأراك والطلح، فمرضت عنه.

وأنشدنا أبو عبيد لبعض الهذليين، ويقال: إنه لأبي صخر:


تمنيت من حبي بثينة أننا على رمث في البحر ليس لنا وفر

قال أبو عبيد: أي مال، ويروى: على رمث في الشرم، وهو موضع في البحر، يقال: إنه لجة البحر.

التالي السابق


الخدمات العلمية