" كيف ترون قواعدها وبواسقها، [ورحاها] ، أجون أم غير ذلك؟ أم كيف ترون رحاها؟ [ ص: 500 ] ثم سأل عن البرق، فقال:
أخفوا، أم وميضا، أم يشق شقا؟
فقالوا: يشق شقا.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
جاءكم الحيا ".
قال "] : فالقواعد: هي أصولها المعترضة في آفاق السماء. ["أبو عبيد
وأحسبها مشبهة بقواعد البيت، وهي حيطانه، والواحدة منها [ ص: 501 ] قاعدة.
وقال الله - عز وجل - : وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت .
وأما البواسق: ففروعها المستطيلة إلى وسط السماء، وإلى الأفق الآخر وكذلك كل طويل، فهو باسق، قال الله - تبارك وتعالى - : والنخل باسقات لها طلع نضيد .
والخفو: هو الاعتراض من البرق في نواحي الغيم وفيه لغتان يقال: خفا البرق يخفو خفوا، ويخفي خفيا [ ص: 502 ] .
قال والوميض: أن يلمع قليلا، ثم يسكن، وليس له اعتراض، "امرؤ القيس ":
أصاح ترى برقا أريك وميضه كلمع اليدين في حبي مكلل
وأما الذي يشق شقا: فاستطالته في الجو إلى وسط السماء من غير أن يأخذ يمينا ولا شمالا.وأما قوله: "أجون أم غير ذلك " فإن الجون هو الأسود المحمومي وجمعه جون [ ص: 503 ] .
وأما فإن رحاها: استدارة السحابة في السماء، ولهذا قيل: رحا الحرب، وهو الموضع الذي يستدار فيه لها. قوله: "كيف ترون رحاها؟ ":