الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
269 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سأل عن سحائب مرت، فقال:

" كيف ترون قواعدها وبواسقها، [ورحاها] ، أجون أم غير ذلك؟ أم كيف ترون رحاها؟ [ ص: 500 ] ثم سأل عن البرق، فقال:

أخفوا، أم وميضا، أم يشق شقا؟

فقالوا: يشق شقا.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

جاءكم الحيا ".


قال ["أبو عبيد "] : فالقواعد: هي أصولها المعترضة في آفاق السماء.

وأحسبها مشبهة بقواعد البيت، وهي حيطانه، والواحدة منها [ ص: 501 ] قاعدة.

وقال الله - عز وجل - : وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت .

وأما البواسق: ففروعها المستطيلة إلى وسط السماء، وإلى الأفق الآخر وكذلك كل طويل، فهو باسق، قال الله - تبارك وتعالى - : والنخل باسقات لها طلع نضيد .

والخفو: هو الاعتراض من البرق في نواحي الغيم وفيه لغتان يقال: خفا البرق يخفو خفوا، ويخفي خفيا [ ص: 502 ] .

والوميض: أن يلمع قليلا، ثم يسكن، وليس له اعتراض،  قال "امرؤ القيس ":


أصاح ترى برقا أريك وميضه كلمع اليدين في حبي مكلل

وأما الذي يشق شقا: فاستطالته في الجو إلى وسط السماء من غير أن يأخذ يمينا ولا شمالا.

وأما قوله: "أجون أم غير ذلك " فإن الجون هو الأسود المحمومي وجمعه جون [ ص: 503 ] .

وأما قوله: "كيف ترون رحاها؟ ":  فإن رحاها: استدارة السحابة في السماء، ولهذا قيل: رحا الحرب، وهو الموضع الذي يستدار فيه لها.

التالي السابق


الخدمات العلمية