295 - قال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه كان يعوذ "الحسن" و"الحسين ": "أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة" [ ص: 562 ] .
قال: حدثنيه "يزيد [بن هارون] " عن "سفيان [الثوري] " عن "منصور" عن "المنهال بن عمرو" عن "سعيد بن جبير" عن "ابن عباس" عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم.
قال "أبو عبيد ": "الهامة" يعني الواحدة من هوام الأرض، وهي دوابها المؤذية [ ص: 563 ] .
وقوله: "لامة "، ولم يقل ملمة.
وأصلها من ألممت إلماما، فأنا ملم.
يقال ذلك للشيء تأتيه وتلم به.
وقد يكون هذا من غير وجه: منها ألا تريد طريق الفعل؛ ولكن تريد أنها ذات لمم، فتقول على هذا: لامة كما قال الشاعر: كليني لهم يا أميمة ناصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب [ ص: 564 ] .
وإنما هو منصب.
فأراد به أنه ذو نصب.
ومنه قول الله - تبارك وتعالى - : وأرسلنا الرياح لواقح واحدتها لاقح. على معنى أنها ذات لقح.
ولو كان على مذهب الفعل، لقال: ملقح؛ لأنها تلقح السحاب والشجر.
وقد روي عن "عمر" [ - رضي الله عنه - ] في بعض الحديث: "لا أوتى بحال ولا محل له إلا رجمتهما" [ ص: 565 ] .
فقال: حال - إن كان محفوظا - وهو من أحللت المرأة لزوجها، وإنما الكلام أن تقول: محل [ ص: 566 ] .


