الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
297 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أنه قنت شهرا في صلاة الصبح بعد الركوع يدعو على "رعل" و"ذكوان"   [ ص: 569 ] .

قال: حدثناه "معاذ بن معاذ [العنبري] " عن "سليمان التيمي" عن "أبي مجلز" عن "أنس بن مالك" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 570 ] .

قال "أبو عبيد" قوله: "قنت [شهرا] " هو ها هنا القيام قبل الركوع أو بعده في صلاة الفجر يدعو.

وأصل القنوت في أشياء:  

فمنها القيام، وبهذا جاءت الأحاديث في قنوت الصلاة؛ لأنه إنما يدعو قائما.

ومن أبين ذلك الحديث الآخر:

قال: حدثنا "أبو معاوية" عن "الأعمش" عن "أبي سفيان" عن "جابر" قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - : أي الصلاة أفضل؟

فقال: "طول القنوت"
 
[ ص: 571 ] .

يريد: طول القيام.

ومنه حديث "ابن عمر ":

قال: حدثني "يحيى [بن سعيد] " عن "عبيد الله [ ص: 572 ] [ابن عمر] " عن "نافع" عن "ابن عمر" أنه سئل عن القنوت فقال:

"ما أعرف القنوت إلا طول القيام، ثم قرأ: "أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما ".

قال "أبو عبيد ": وقد يكون القنوت في حديث "ابن عمر" هذا: الصلاة كلها؛ ألا تراه يقول: ساجدا وقائما.

ومما يشهد على هذا الحديث المرفوع:

قال: حدثنيه "إسماعيل بن جعفر" عن "محمد بن عمرو" عن "أبي سلمة" عن "أبي هريرة" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال.

"مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القانت الصائم"   [ ص: 573 ] .

قال "أبو عبيد ": يريد بالقانت المصلي، ولم يرد القيام دون الركوع والسجود وقد يكون القنوت: أن يكون ممسكا عن الكلام في صلاته، ومنه حديث "زيد بن أرقم" قال: حدثنا "هشيم" قال: أخبرنا "إسماعيل بن أبي خالد" عن "الحارث بن شبيل" عن "أبي عمرو الشيباني" عن "زيد بن أرقم" قال:

"كنا نتكلم في الصلاة يكلم أحدنا صاحبه إلى جنبه حتى نزلت هذه الآية: وقوموا لله قانتين فأمرنا بالسكوت، ونهينا عن الكلام.

[قال] : والقنوت أيضا: الطاعة لله [تعالى] [ ص: 574 ] .

قال: حدثني "يحيى [بن سعيد] " عن "وائل بن داود" عن "عكرمة" في قوله [ - تعالى - ] : كل له قانتون قال: الطاعة [ ص: 575 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية