297 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أنه قنت شهرا في صلاة الصبح بعد الركوع يدعو على "رعل" و"ذكوان" [ ص: 569 ] .
قال: حدثناه "معاذ بن معاذ [العنبري] " عن "سليمان التيمي" عن "أبي مجلز" عن "أنس بن مالك" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 570 ] .
قال "أبو عبيد" قوله: "قنت [شهرا] " هو ها هنا القيام قبل الركوع أو بعده في صلاة الفجر يدعو.
وأصل القنوت في أشياء:
فمنها القيام، وبهذا جاءت الأحاديث في قنوت الصلاة؛ لأنه إنما يدعو قائما.
ومن أبين ذلك الحديث الآخر:
قال: حدثنا "أبو معاوية" عن "الأعمش" عن "أبي سفيان" عن "جابر" قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - : أي الصلاة أفضل؟
فقال: "طول القنوت" [ ص: 571 ] .
يريد: طول القيام.
ومنه حديث "ابن عمر ":
قال: حدثني "يحيى [بن سعيد] " عن "عبيد الله [ ص: 572 ] [ابن عمر] " عن "نافع" عن "ابن عمر" أنه سئل عن القنوت فقال:
"ما أعرف القنوت إلا طول القيام، ثم قرأ: "أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما ".
قال "أبو عبيد ": وقد يكون القنوت في حديث "ابن عمر" هذا: الصلاة كلها؛ ألا تراه يقول: ساجدا وقائما.
ومما يشهد على هذا الحديث المرفوع:
قال: حدثنيه "إسماعيل بن جعفر" عن "محمد بن عمرو" عن "أبي سلمة" عن "أبي هريرة" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال.
"مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القانت الصائم" [ ص: 573 ] .
قال "أبو عبيد ": يريد بالقانت المصلي، ولم يرد القيام دون الركوع والسجود وقد يكون القنوت: أن يكون ممسكا عن الكلام في صلاته، ومنه حديث "زيد بن أرقم" قال: حدثنا "هشيم" قال: أخبرنا "إسماعيل بن أبي خالد" عن "الحارث بن شبيل" عن "أبي عمرو الشيباني" عن "زيد بن أرقم" قال:
"كنا نتكلم في الصلاة يكلم أحدنا صاحبه إلى جنبه حتى نزلت هذه الآية: وقوموا لله قانتين فأمرنا بالسكوت، ونهينا عن الكلام.
[قال] : والقنوت أيضا: الطاعة لله [تعالى] [ ص: 574 ] .
قال: حدثني "يحيى [بن سعيد] " عن "وائل بن داود" عن "عكرمة" في قوله [ - تعالى - ] : كل له قانتون قال: الطاعة [ ص: 575 ] .


