315 - قال في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه قال: "أبو عبيد" "نزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف" [ ص: 641 ] .
................................. [ ص: 642 ] .
وبعضهم يرويه: "فاقرؤوا كما علمتم ".
قال: حدثناه "هشيم" عن و"يحيى بن سعيد" "حميد" عن عن "أنس" عن "النبي - صلى الله عليه وسلم - . "أبي بن كعب"
قال: وحدثني عن "ابن مهدي" عن "مالك بن أنس" عن "الزهري" "عروة" عن " عن "عبد الرحمن بن عبد [القاري] عن "النبي - صلى الله عليه وسلم - . "عمر"
قال "أبو عبيد ": يعني: سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه: هذا لم يسمع به قط. قوله: "سبعة أحرف"
ولكن يقول: هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن:
فبعضه نزل بلغة "قريش "، [ ص: 643 ] وبعضه بلغة "هوازن "، وبعضه بلغة "هذيل "، وبعضه بلغة "أهل اليمن ".
وكذلك سائر اللغات.
ومعانيها في هذا كله واحدة.
ومما يبين لك ذلك قول "ابن مسعود ".
قال: حدثني عن "أبو معاوية" عن "الأعمش" عن "أبي وائل" "عبد الله" قال: "إني قد سمعت القرأة، فوجدتهم متقاربين، فاقرؤوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم: هلم، وتعال" [ ص: 644 ] .
وكذلك قال "إنما هو كقولك: هلم، وتعال، وأقبل "، ثم فسره "ابن سيرين ": فقال في قراءة "ابن سيرين" "إن كانت إلا زقية واحدة" وفي قراءتنا " "ابن مسعود ": إن كانت إلا صيحة واحدة .
والمعنى فيهما واحد.
وعلى هذا سائر اللغات.
وقد روي في حديث خلاف هذا.
من حديث عن "الليث بن سعد" "عقيل" عن عن "ابن شهاب" "سلمة بن أبي سلمة" عن "أبيه" يرفعه، قال:
"نزل القرآن على سبعة أحرف: حلال، وحرام، وأمر، ونهي، [ ص: 645 ] وخبر ما كان قبلكم، وخبر ما هو كائن بعدكم، وضرب الأمثال ".
قال ولسنا ندري ما وجه هذا الحديث؛ لأنه شاذ غير مسند، والأحاديث المسندة المثبتة ترده. "أبو عبيد ":
ألا ترى أن في حديث " الذي ذكرناه في أوله [ ص: 646 ] أنه قال: "سمعت عمر" يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها - وقد كان "النبي" - صلى الله عليه وسلم - أقرأنيها. "هشام بن حكيم بن حزام"
فأتيت به "النبي" - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته.
فقال له: اقرأ. فقرأ تلك القراءة، فقال: "هكذا أنزلت ".
ثم قال لي: اقرأ، فقرأت قراءتي. فقال: "هكذا أنزلت ".
ثم قال: إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرؤوا منه ما تيسر ".
وكذلك حديث هو مثل حديث "أبي بن كعب" أو "نحوه ". "عمر"
فهذا يبين لك أن الاختلاف إنما هو في اللفظ، والمعنى واحد [ ص: 647 ] .
ولو كان الاختلاف في الحلال والحرام لما جاز أن يقال في شيء هو حرام هكذا نزل ثم يقول آخر في ذلك بعينه: إنه حلال، فيقول: هكذا نزل.
وكذلك الأمر والنهي.
وكذلك الأخبار: لا يجوز أن يقال في خبر قد مضى إنه كان كذا وكذا، فيقول: هكذا نزل.
ثم يقول آخر بخلاف ذلك الخبر، فيقول: هكذا نزل.
وكذلك الخبر المستأنف، كخبر القيامة، والجنة، والنار.
ومن توهم أن في هذا شيئا من الاختلاف، فقد زعم أن القرآن يكذب بعضه بعضا، ويتناقض.
فليس يكون المعنى في السبعة الأحرف إلا على اللغات لا غير. بمعنى واحد لا يختلف فيه في حلال، ولا حرام، ولا خبر، ولا غير ذلك [ ص: 648 ] .
قال إلا أنه في بعض الحديث: "نزل القرآن على خمسة" وليس فيه ذكر أحرف [ ص: 649 ] . "أبو عبيد ":
فهذا [قول] قد يحتمل المعنى الذي في حديث الليث.