"مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تميلها الريح مرة هكذا، ومرة هكذا ومثل المنافق مثل الأرزة المجذية على الأرض حتى يكون انجعافها مرة" [ ص: 119 ] .
قال: حدثناه "عبد الرحمن بن مهدي" عن "سفيان" عن "سعيد بن إبراهيم" عن "ابن كعب بن مالك" عن " أبيه" عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ذلك.
قال "عبد الرحمن" انجعافها أو انخعافها.
[قال "أبو عبيد": ليس انخعافها بشيء] [ ص: 120 ] .
قال "أبو عمرو": هي الأرزة - مفتوحة الراء - من الشجر الأرزن.
والانجعاف: الانقلاع.
ومنه قيل: جعفت الرجل: إذا صرعته، فضربت به الأرض، ولم يعرفها بالخاء - يعني انخعافها.
وقال "أبو عبيدة": هي الآرزة مثال فاعلة، وهي الثابتة في الأرض.
قال: وقد أرزت تأرز [أروزا] .
والمجذية: الثابتة في الأرض أيضا.
قال "أبو عبيدة": فيها لغتان، يقال: جذت تجذو، وأجذت تجذي [ ص: 121 ] .
وقال "أبو عبيدة" في الانجعاف مثل قول "أبي عمرو" أيضا.
قال "أبو عبيد": والأرزة عندي غير ما قال "أبو عمرو" و"أبو عبيدة" إنما هي "الأرزة" - بتسكين الراء - وهو شجر معروف بالشام، وقد رأيته.
يقال له الأرز واحدتها أرزة، وهو الذي يسمى "بالعراق" الصنوبر، وإنما الصنوبر ثمر الأرز، فسمي الشجر صنوبرا من أجل ثمره.
والخامة: الغضة الرطبة، قال الشاعر:
إنما نحن مثل خامة زرع فمتى يأن يأت محتصده
قال "أبو عبيد" والمعنى - فيما نرى - أنه شبه المؤمن بالخامة [ ص: 122 ] التي تميلها الريح; لأنه مرزأ في نفسه، وأهله وولده وماله.وأما الكافر، فمثل الأرزة التي لا تميلها الرياح، والكافر لا يرزأ شيئا حتى يموت، [فإن رزئ لم يؤجر عليه] فشبه موته بانجعاف تلك، حتى يلقى الله بذنوبه، وهي جمة.


