الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
405 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - :

"أنه كان يتخولهم بالموعظة مخافة السآمة عليهم"   [ ص: 125 ] .

قال: حدثناه "أبو معاوية" عن "الأعمش" عن "أبي وائل" عن "عبد الله" قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا".  

قال "أبو عمرو": يتخولهم: أي يتعهدهم بها، والخائل: المتعهد للشيء، والمصلح له، والقائم به.

قال "أبو عبيد": و"أهل الشام" يسمون القائم بأمر الغنم والمتعهد لها الخولي [ ص: 126 ] .

ولم يعرفها "الأصمعي" وقال: أظنها بالنون: "يتخونهم" قال: وهو التعهد أيضا، قال: ومنه قول "ذي الرمة":


لا ينعش الطرف إلا ما تخونه داع يناديه باسم الماء مبغوم

[قوله تخونه] يعني تعهده.

وقال "الفراء": الخائل: الراعي للشيء والحافظ له.

وقد خال يخول خولا.

قال "أبو عبيد": وأخبرني "يحيى بن سعيد [القطان] " عن "أبي عمرو بن العلاء" أنه كان يقول [إنما هو] يتخولهم بالموعظة: أي ينظر حالاتهم التي ينشطون فيها للموعظة والذكر، فيعظهم فيها، ولا يكثر عليهم فيملوا [ ص: 127 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية