الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
407 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - :

"يجيء كنز أحدهم يوم القيامة شجاعا أقرع"   [ ص: 129 ] .

قال: حدثناه "إسماعيل بن جعفر" عن "عبد الله بن دينار" عن "ابن عمر" [عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - ] .

قال: وحدثنا "هاشم بن القسم" عن "عبد العزيز ابن عبد الله بن أبي سلمة" عن "عبد الله بن دينار" عن "ابن عمر" عن "النبي" [صلى الله عليه وسلم] قال "يجيء كنز أحدهم يوم القيامة شجاعا"   [ ص: 130 ] .

وفي أحد الحديثين "أقرع".

قال "أبو عمرو": هو ههنا الذي لا شعر على رأسه.

وقال غير "أبي عمرو": الشجاع: الحية، وإنما سمي [شجاعا] أقرع; لأنه يقري السم ويجمعه في رأسه حتى يتمعط منه شعره، قال الشاعر يذكر حية ذكرا:


قرى السم حتى انماز فروة رأسه عن العظم صل فاتك اللسع مارده

وفي حديث آخر: "شجاعا أقرع له زبيبتان"   [ ص: 131 ] .

وهما النكتتان السوداوان فوق عينيه، وهو أوحش ما يكون من الحيات وأخبثه.

ويقال في الزبيبتين: إنهما الزبدتان اللتان تكونان في الشدقين. إذا غضب الإنسان، أو أكثر من الكلام حتى يزبد.

قال [أبو عبيد] وحدثني شيخ من أهل العلم عن "أم غيلان بنت جرير بن الخطفي" أنها قالت: ربما أنشدت أبي حتى يزبب شدقاي، قال الراجز:


إني إذا مازبب الأشداق




وكثر الضجاج واللقلاق




ثبت الجنان مرجم وداق

[ ص: 132 ] اللقلاق: الصوت.

قال "أبو عبيد": وهذا التفسير عندنا أجود من الأول.

قال "أبو عمرو": وأما قولهم: ألف أقرع، فهو التام.

التالي السابق


الخدمات العلمية