"لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم" [ ص: 145 ] .
قال: حدثناه "غندر" عن "شعبة" عن "عمرو بن مرة" عن "أبي البختري" . . . قال: حدثني من سمع النبي - صلى الله عليه وسلم. يقول: "لا يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم".
قال "أبو عبيدة" يقول: حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم.
وفيه لغتان، يقال: أعذر الرجل إعذارا: إذا صار ذا عيب وفساد، وكان بعضهم يقول: عذر يعذر بمعناه، ولم يعرفه "الأصمعي".
قال "أبو عبيد": ولا أرى هذا أخذ إلا من العذر يعني [أن] يعذروا من أنفسهم، فيستوجبوا العقوبة، فيكون لمن يعذبهم [إذا الحجة و] العذر في ذلك [ ص: 146 ] .
وهو كالحديث الآخر: "لن يهلك على الله إلا هالك".
قال: "أبو عبيد": ومنه قول "الأخطل":
فإن تك حرب ابني نزار تواضعت فقد عذرتنا في كلاب وفي كعب
ويروى: "أعذرتنا" أي فقد جعلت لنا عذرا فيما صنعنا.ومنه قول الناس: من يعذرني من فلان".
قال "أبو عبيد" ومنه قولهم:
عذير الحي من عدوا ن كانوا حية الأرض [ ص: 147 ]
عذيرك من خليلك من مراد
[قال "أبو عبيد"] : ويقال في غير هذا المعنى: أعذرت في طلب الحاجة: إذا بالغت فيها. وعذرت: إذا لم تبالغ.
وأعذرت الغلام وعذرته لغتان، ومعناهما الختان.
وعذرته: إذا كانت به العذرة، وهو وجع في الحلق فغمزته.


