"اتقوا النار ولو بشق تمرة، ثم أعرض وأشاح".
قال: حدثناه "أبو معاوية" عن "الأعمش" عن "خيثمة" عن "عدي بن حاتم" عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 151 ] .
قال "أبو عبيدة": قوله: "وأشاح"، يعني حذر من الشيء، وعدل عنه، وأنشدنا:
[إذا سمعن الرز من رباح] شايحن منه أيما شياح
ويقال، في غير هذا: قد أشاح: إذا جد في قتال أو غيره.
قال "أبو عبيد" قال "أبو النجم" في الجد يذكر العير والأتن:
قبا أطاعت راعيا مشيحا
لا منفشا رعيا ولا مريحا [ ص: 152 ] يقول: إنه جاد في طلبها وطردها. والمنفش الذي يدعها ترعى ليلا بغير راع، يقول: فليس هذا الحمار كذاك، ولكنه حافظ لها، قال "عبيد بن الأبرص":
قطعته غدوة مشيحا وصاحي بازل خبوب
وأنشد "أبو عبيدة" ["لأبي ذؤيب"] :
بدرت إلى أولاهم فوزعتهم وشايحت قبل اليوم إنك شيح
قال "أبو عبيد": وقد يكون معنى حديث النبي - صلى الله عليه [ ص: 153 ] وسلم - حين أعرض وأشاح أنه الحذر كأنه كان ينظر إلى النار حين ذكرها، فأعرض لذلك.
ويكون أنه أراد الجد في كلامه.
والأول أشبه بالمعنى.


