"من تعزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه بهن أبيه، ولا تكنوا"
قال: حدثناه "مروان بن معاوية [الفزاري"] عن "عوف" عن "الحسن" عن "عتي بن ضمرة السعدي" عن "أبي بن كعب" أنه سمع رجلا قال: يال فلان: !
فقال له: اعضض بهن أبيك، ولم يكن [ ص: 164 ] .
فقالوا له: يا أبا المنذر: ما كنت فحاشا، فقال: إني سمعت رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يقول: "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا".
قال "الكسائي": قوله: "تعزى يعني: انتسب، وانتمى كقولهم: يال فلان ويال بني فلان، قال "الراعي":
فلما التقت فرساننا ورجالهم دعوا يال كلب واعتزينا لعامر
وقال "بشر بن أبي خازم [الأسدي] ":نعلو القوانس بالسيوف ونعتزي والخيل مشعرة النحور من الدم [ ص: 165 ]
قال "أبو عبيد": وأخبرني "يحيى بن سعيد" عن "ابن جريج" أن "عطاء" حدثه بحديث.
قال: فقلت "لعطاء" أتعزيه إلى أحد، يعني: أتسنده إليه، وهو مثل النسبة.
ومن هذا قوله: من لم يتعز بعزاء الله، فليس منا.
يقول: من استغاث، فقال: يا للمسلمين، فهذا عزاء الإسلام. [قال] : ويقال: كنيت الرجل وكنوته لغتان.
قال: وسمعت من "أبي زياد" ينشد "الكسائي":
وإني لأكنو عن قذور بغيرها وأعرب أحيانا بها فأصارح [ ص: 166 ]


