"صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن حال بينكم وبينه سحاب، أو ظلمة، أو هبوة، فأكملوا العدة، ولا تستقبلوا الشهر استقبالا، ولا تصلوا رمضان بيوم من شعبان" حدثنا قال: حدثنا [ ص: 345 ] "أبو عبيد" عن "ابن أبي عدي" عن "حاتم بن أبي صغيرة" عن "سماك بن حرب" عن "عكرمة" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "ابن عباس"
قوله: الهبوة: يعني الغبرة تحول دون رؤية الهلال، وكل غبرة هبوة.
ويقال لدقاق التراب إذا ارتفع قد هبا يهبو هبوا، فهو هاب.
وكان ينشد هذه الأبيات، قال "الكسائي" أنشدني أشياخ من "الكسائي": بني تميم يروونها عن أشياخهم عن "هوبر الحارثي":
ألا هل أتى التيم بن عبد مناة على الشيء فيما بيننا ابن تميم
بمصرعنا النعمان يوم تألبت
علينا تميم من شطا وصميم
تزود منا بين أذناه ضربة
دعته إلى هابي التراب عقيم
وقوله: بين أذناه: هي لغة "بلحارث بن كعب" يقولون: رأيت رجلان.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا تستقبلوا الشهر استقبالا": يقول; لا تقدموا رمضان بصيام قبله، وهو قوله: "ولا تصلوا رمضان بيوم من شعبان".
قال: وسمعت "محمد بن الحسن" يقول في هذا: إنما كره التقدم قبل رمضان إذا كان يراد به رمضان، فأما إذا كان يراد به التطوع فلا بأس به.
قال وبيان هذا في حديث مرفوع. "أبو عبيد":
حدثنا قال: حدثناه "أبو عبيد" "إسماعيل بن جعفر" عن و"يزيد بن هارون" محمد بن عمرو" عن عن "أبي سلمة" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال [ ص: 347 ] : "أبي هريرة"
"لا تقدموا رمضان بيوم ولا يومين إلا أن يوافق ذلك صوما كان يصومه أحدكم، صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم، فصوموا ثلاثين [يوما] ثم أفطروا".
وفي هذا الحديث من الفقه فعدوا ثلاثين، فجعله لا يجزئهم على غير رؤية أقل من ثلاثين. "فإن غم عليكم" قوله:
وفي هذا ما يبين لك أنه لا يجزئ في شيء تسعة وعشرون إلا أن يكون ذلك على الرؤية.
وكذلك لو وإن اعترض الشهر لم يجزه أقل من ثلاثين، فهذا وما أشبهه على ذا. كان على رجل صوم شهر في نذر أو كفارة، فصام مع الرؤية وأفطر معها، وكان الشهر تسعا وعشرين أجزأه،
فحديث أصل لكل شيء من هذا الباب [ ص: 348 ] . "أبي هريرة"