الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
488 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - "أنه نهى عن كسب الزمارة"   [ ص: 356 ] .

حدثنا "أبو عبيد": قال: حدثنيه "حجاج" عن "حماد بن سلمة" عن "هشام بن حسان" و"حبيب بن الشهيد" عن "ابن سيرين" عن "أبي هريرة" عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - : قال "الحجاج": الزمارة: الزانية.

قال "أبو عبيد": فمعناه مثل قوله: "أنه نهى عن مهر البغي"  والتفسير في الحديث [ ص: 357 ] .

ولم أسمع هذا الحرف إلا فيه، ولا أدري من أي شيء أخذ.

قال "أبو عبيد": وقال بعضهم: هي الرمازة.

وهذا عندي خطأ في هذا الموضع.

إنما الرمازة في حديث آخر، وذلك أن معناها مأخوذ من الرمز، وهي التي تومئ بشفتيها أو بعينيها فأي كسب لها ها هنا ينهى عنه.

ولا وجه للحرف إلا ما قال "الحجاج": زمارة، وهو عندنا أثبت ممن خالفه إنما نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كسب الزانية، وبه نزل القرآن في قوله: ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا . فهذا العرض [ ص: 358 ] هو الكسب، وهو مهر البغي  الذي جاء فيه النهي، وهو كسب الأمة،  كانوا يكرهون فتياتهم على البغاء، ويأكلون كسبهن حتى أنزل الله [ - تبارك وتعالى - ] في ذلك النهي.

قال "أبو عبيد": حدثني "يحيى بن سعيد" عن "الأعمش" عن "أبي سفيان" عن "جابر". قال: كانت أمة "لعبد الله بن أبي" وكان يكرهها على الزنا، فنزلت: [ ص: 359 ] ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم

قال "أبو عبيد" المغفرة لهن لا للمولى.

قال "أبو عبيد": وحدثني "إسحاق الأزرق" عن "عوف" عن "الحسن" في هذه الآية قال: لهن والله. لهن والله.

التالي السابق


الخدمات العلمية