حدثنا أبو عبيد، قال: حدثنيه "حجاج"، عن "المسعودي"، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
قال الكسائي، وبعضه عن الأصمعي، وعن غيرهما قالوا: الهجر: الإفحاش في المنطق والخنا ونحوه [ ص: 436 ] .
يقال منه: أهجر الرجل يهجر إهجارا، قال الشماخ بن ضرار:
كما جدة الأعراق قال ابن ضرة عليها كلاما جار فيه وأهجرا
[قال أبو عبيد] : الأعراق والأعراض يرويان.قال أبو عبيد: ومنه حديث أبي سعيد الخدري.
حدثنا أبو عبيد قال: حدثناه "هشيم" عن "عبد الملك بن أبي سليمان" عن " أبي سعيد مولى أبي سعيد الخدري" عن "أبي سعيد الخدري" أنه كان يقول لبنيه: إذا طفتم بالبيت فلا تلغوا، ولا تهجروا، ولا تقاضوا أحدا، ولا تكلموه هكذا.
قال هشيم: [ولا] تهجروا [ ص: 437 ] .
قال أبو عبيد: ووجه الكلام عندنا: "تهجروا" في هذا الموضع لأن الإهجار كما أعلمتك من سوء المنطق وهو الهجر.
وأما الهجر في الكلام، فإنه الهذيان مثل كلام المحموم والمبرسم. يقال منه: قد هجرت فأنا أهجر هجرا، وأنا هاجر، والكلام مهجور.
وقد روي عن إبراهيم ما يثبت هذا القول.
حدثنا أبو عبيد قال: حدثناه "هشيم" عن "مغيرة"، عن "إبراهيم" في قوله [سبحانه] : إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا [ ص: 438 ] .
قال: قالوا فيه غير الحق، ألم تر إلى المريض إذا هجر قال غير الحق؟
حدثنا أبو عبيد قال: وحدثني "حجاج"، عن "ابن جريج"، عن "مجاهد" نحوه.


