أولهن موت نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وكذا وكذا ، وموتان يكون في الناس كقعاص الغنم ، وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر ، فيغدرون بكم ، فتسيرون إليهم في ثمانين غابة تحت كل غابة اثنا عشر ألفا [ ص: 33 ] .
وبعضهم يقول : غاية " .
حدثنا أبو عبيد : قال : حدثناه هشيم ، قال : أخبرنا يعلى بن عطاء عن محمد بن أبي محمد ، عن عوف بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
[قال أبو عبيد ] : أما قوله : "موتان يقع في الناس " فإن الموتان هو الموت ، ويقال : وقع في المال موتان : إذا وقع الموت في الماشية [ ص: 34 ] .
قاله الكسائي . وقال الفراء : وأما الموتان من الأرض ، فإنه الذي لم يحيى بعد . ومنه الحديث : "موتان الأرض لله [ - تبارك وتعالى - ] ولرسوله ، فمن أحيا منها شيئا فهو له " .
وأما القعاص ، فهو داء يأخذ الغنم لا يلبثها أن تموت ، ومنه أخذ الإقعاص في القتل ، يقال : رميت الصيد فأقعصته : إذا مات مكانه . وأما الهدنة فالسكون والصلح .
وقوله : "في ثمانين غابة " من قالها بالباء ، فإنه يريد الأجمة شبه كثرة الرماح بها ومن قال : غاية ، فإنه يريد الراية .
قال "لبيد " يذكر ليلة سمرها ، فقال [ ص: 35 ] :
قد بت سامرها وغاية تاجر وافيت إذ رفعت وعز مدامها
قوله : غاية تاجر ، يقول : إن صاحب الخمر كانت له راية يرفعها ليعرف بها أنه بائع خمر .ويقال : بل أراد بقوله : غاية تاجر أنها غاية متاعه في الجودة .
وبعضهم يروي الحديث في ثمانين غيابة ، وليس هذا بمحفوظ ، ولا موضع للغياية ها هنا .


