قال: حدثنيه عباد بن عباد، عن وأبو معاوية، عاصم الأحوال، عن عبد الله بن سرجس المخزومي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
أما قوله: فإن الوعثاء شدة النصب والمشقة، وكذلك هو في المأثم، قال من وعثاء السفر: يعاتب "الكميت" "جذاما" على انتقالهم بنسبهم من "خزيمة بن مدركة". وكان يقال: إنه جذام بن أسدة بن خزيمة أخي أسد بن خزيمة، فانتقلوا إلى اليمن فيما أخبرني فقال "ابن الكلبي" "الكميت":
وأين ابنها منا ومنكم وبعلها خزيمة والأرحام وعثاء حوبها
يقول: إن قطيعة الرحم مأثم شديد .وإنما أصل الوعثاء من الوعث، وهو الدهس والمشي يشتد فيه على صاحبه فصار مثلا لكل ما يشق على فاعله [ ص: 276 ] .
وقوله: يعني أن ينقلب من سفره إلى منزله بأمر يكتئب منه، أصابه في سفره، أو مما يقدم عليه. وكآبة المنقلب،
وقوله: الحور بعد الكون: هكذا يروى بالنون.
قال: وأخبرني عباد بن عباد، قال: سئل "عاصم" عن هذا، فقال: ألم تسمع قوله: حار بعد ما كان؟
يقول: إنه [كان] على حال جميلة، فحار عن ذلك، أي رجع. وهو في غير هذا الحديث: الكور - بالراء - .
وزعم "الهيثم" أن بعث فلانا - قد سماه - على جيش، وأمره عليهم إلى "الحجاج بن يوسف" الخوارج، ثم وجهه بعد ذلك إليهم تحت لواء غيره، فقال له الرجل: هذا الحور بعد الكور.
فقال له "الحجاج": ما قولك: الحور بعد الكور؟
فقال: النقصان بعد الزيادة.
ومن قال هذا أخذه من كور العمامة، يقول: قد تغيرت حاله، وانتقضت [ ص: 277 ] كما ينتقض كور العمامة بعد الشد، وكل هذا قريب بعضه من بعض في المعنى.