الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
8 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال [ ص: 131 ] :

"ما يحملكم على أن تتايعوا في الكذب كما يتتايع الفراش في النار"  قال: حدثناه ابن أبي مريم، عن داود العطار، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:

"ما يحملكم على أن تتايعوا في الكذب كما يتتايع الفراش في النار".  

قال أبو عبيدة: التتايع: التهافت في الشيء، والمتابعة عليه.

يقال للقوم: قد تتايعوا في الشيء: إذا تهافتوا فيه، وأسرعوا إليه. )

قال أبو عبيد: ومنه قول الحسن بن علي [ - رضي الله عنهما - ] : "إن عليا أراد أمرا، فتتايعت عليه الأمور، فلم يجد منزعا": يعني في أمر الجمل [ ص: 132 ] .

ومنه الحديث المرفوع في الرجل يوجد مع المرأة.

قال: حدثنا هشيم بن بشير، عن يونس بن عبيد، عن الحسن قال: لما نزلت [هذه الآية] : والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا قال سعد بن عبادة: يا رسول الله! "أرأيت إن رأى رجل مع امرأته رجلا، فقتله، أتقتلونه، وإن أخبر بما رأى جلد ثمانين؟ أفلا يضربه بالسيف؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

"كفى بالسيف شا".
 


قال أراد أن يقول: شاهدا، ثم أمسك، وقال:

"لولا أن يتتايع فيه الغيران والسكران" [ ص: 133 ] .

قال أبو عبيد: كره أن يجعل السيف شاهدا، فيحتج به الغيران والسكران، فيقتلوا، فأمسك عن ذلك.

قال أبو عبيد: ويقال في التتايع: إنه اللجاجة، وهو يرجع إلى هذا المعنى.

وقال أبو عبيد: ولم نسمع التتابع في الخير إنما سمعناه في الشر.

التالي السابق


الخدمات العلمية