الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
82 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أنه نهى أن يبال في الماء الدائم، ثم يتوضأ منه".  

قال: حدثناه "أبو يوسف" عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

قال: وحدثناه، يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "نهى أن يبال في الماء الراكد، وأن يغتسل فيه من جنابة".

قال "الأصمعي" وبعضه عن "أبي عبيدة": الدائم: هو الساكن، وقد دام الماء يدوم، و [قد] أدمته أنا إدامة: إذا سكنته، وكل شيء سكنته، فقد أدمته، وقال الشاعر [ ص: 282 ] :


تجيش علينا قدرهم، فنديمها ونفثؤها عنا إذا حميها غلا

قوله: فنديمها: نسكنها، ونفثؤها: نكسرها بالماء أو غيره.

وهذا مثل ضربه، [أي] إنا نطفئ شرهم عنا.

ويقال للطائر: إذا صف جناحيه في الهواء وسكنهما، ولم يحركهما كطيران الحدأ ، والرخم: قد دوم الطائر تدويما، وهو من هذا أيضا؛ لأنه إنما سمي بذلك لسكونه، وترك الخفقان بجناحيه.

التالي السابق


الخدمات العلمية