الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
91 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه كان في سفر، ففقدوا الماء. فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - "عليا" وفلانا يبغيان الماء، فإذا هما بامرأة على بعير لها بين مزادتين أو سطيحتين، فقالا لها: انطلقي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 304 ] .

فقالت: إلى هذا الذي يقال له الصابئ؟

قالا لها: هو الذي تعنين".
 


قال: حدثنيه مروان الفزاري، عن عوف، عن أبي رجاء العطاردي، عن عمران بن حصين، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

قال "الأصمعي"، وبعضه عن "الكسائي" و "أبي عمرو" وغيرهم: قوله: بين مزادتين: المزادة هي التي تسميها الناس الراوية [ ص: 305 ] .

وإنما الراوية: البعير الذي يستقى عليه [الماء] ، وهذه هي المزادة.

والسطيحة نحوها أصغر منها هي من جلدين، والمزادة أكبر منها.

والشعيب: نحو من المزادة.

قال أبو عبيد: وأما قولها: الصابئ: فإن الصابئ عند العرب الذي قد خرج من دين إلى دين.

يقال: [قد] صبأت في الدين: إذا خرجت منه، ودخلت في غيره، ولهذا كان المشركون يقولون للرجل إذا أسلم في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - : قد صبأ فلان [ ص: 306 ] .

ولا أظن الصابئين سموا إلا من هذا؛ لأنهم فارقوا دين اليهود والنصارى، وخرجوا منهما إلى دين ثالث - والله أعلم - .

وفي الحديث، قال: فكان المسلمون يغيرون على من حول هذه المرأة، ولا يصيبون الصرم الذي هي فيه.

قال أبو عبيد: قوله: الصرم: يعني الفرقة من الناس ليسوا بالكثير، وجمعه أصرام، قال "الطرماح":


يا دار أقوت بعد أصرامها عاما وما يبكيك من عامها



التالي السابق


الخدمات العلمية