الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
97 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بعث إلى "ضباعة" وذبحت شاة فطلب منها، فقالت: ما بقي منها إلا الرقبة، وإني لأستحي، أن أبعث إلى رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] بالرقبة، فبعث إليها: "أن أرسلي بها، فإنها هادية الشاة، وهي أبعد الشاة من الأذى".  

قال: حدثناه إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الرحمن الأعرج، يرفعه.

قال "الأصمعي" وغير واحد: الهادي من كل شيء: أوله وما تقدم منه؛ ولهذا قيل: أقبلت هوادي الخيل: إذا بدت أعناقها؛ لأنها أول شيء [يتقدمها] من أجسادها.

وقد تكون الهوادي أول رعيل يطلع منها؛ لأنها المتقدمة .

[ ص: 316 ] يقال منها: [قد] هدت تهدي: إذا تقدمت.

وقال "عبيد بن الأبرص" يذكر الخيل:


وغداة صبحن الجفار عوابسا يهدي أوائلهن شعت شزب

أي يتقدمهن.

وقال "الأعشى" يذكر عشاه، ومشيه بالليل:


إذا كان هادي الفتى في البلاد     صدر القناة أطاع الأميرا

وقد يكون إنما سمى العصا هاديا؛ لأنه يمسكها بيده، فهي تهديه تتقدمه.

وقد يكون من الهداية: أي أنها تدله على الطريق.

وكذلك الدليل يسمى هاديا؛ لأنه يقدم القوم، ويتبعونه، ويكون أن يهديهم للطريق.

التالي السابق


الخدمات العلمية