الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              [ ص: 2 ] غريب حديث عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، بقية الحديث التاسع والثلاثين .

                              [ ص: 3 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                              باب: سجر .

                              حدثنا حسين بن حريث، حدثنا الفضل بن موسى، عن حسين بن واقد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، حدثني أبي في قوله تعالى: وإذا البحار سجرت " قالت الجن للإنس: نحن نأتيكم بالخبر، فانطلقوا إلى البحر، فإذا هو نار تأجج " قال إبراهيم: قال المفسرون في قوله تعالى: سجرت : أوقدت، وقال آخرون: ملئت نارا، وقال آخرون: فاضت، وقال آخرون: يبست والسجر: إلقاؤك الحطب في التنور قال الله تعالى: والبحر المسجور   .

                              [ ص: 4 ] حدثنا يحيى بن خلف، عن أبي عاصم، عن موسى عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " والبحر المسجور : الموقد " .

                              حدثنا أحمد بن نيزك، عن الخفاف، عن سعيد، عن قتادة: " المسجور الممتلئ "، حدثنا سلمة عن الفراء: المسجور المملوء قال أبو عمرو: المسجور: الملآن، سجر السيل الفرات أو النهر يسجره: إذا ملأه، وهذا ماء سجر: إذا كانت بئرا قد ملأها الماء، وأوردوا ماء سجرا أخبرنا الأثرم عن أبي عبيدة: المسجور بعضه في بعض من الماء قال النمر بن تولب:


                              إذا شاء طالع مسجورة ترى حولها النبع والسأسما     سقتها رواعد من صيف
                              وإن من خريف فلن يعدما

                              .

                              [ ص: 5 ] النبع والسأسم: عيدان يعمل منها القسي وأنشدني أبو نصر: قال العجاج:

                              كعنقرات الحائر المسجور أخبرني أبو نصر عن الأصمعي: " السجرة: حمرة في العين قليلة كالذر في العين، ويقال لماء المطر قبل أن يصفو: إنه لأسجر، وإن فيه لسجرة، ويقال: شعر منسجر، وهو الطويل المسترسل، قال لبيد:


                              وأسحم كالأساود مسبطرا     على المتنين منسجرا جفالا



                              قال أبو عمرو: سجرته: أوجرته، أسجر سجرا، وسجرت الناقة في صوتها، وأرض مسجورة إذا سجرها السيل: أي ملأها، [ ص: 6 ] والمساجرة: المخالمة، أن تحدث المرأة، السجير: الذي سجره السيل حتى بدت عروقه .

                              [ ص: 7 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية