الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: هر .

                              حدثنا أحمد بن جعفر الوكيعي، حدثنا وكيع، عن عيسى بن المسيب، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة: "الهر سبع"   .

                              حدثنا مسدد، حدثنا داود، عن الأعمش، عن المعرور، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه: " يقول الله تعالى: من أتاني يمشي أتيته هرولة   " .

                              حدثنا داود بن رشيد، حدثنا إسماعيل، حدثني عبد الرحمن بن زياد، عن خالد بن أبي عمران: سمعت القاسم، وسالما، قالا: "ما اقتطعت من شجر العدو فعملت منه هراوة أو إرزبة فلا بأس" .

                              حدثنا شجاع، حدثنا هشيم، أخبرنا الشيباني، عن محمد بن عبيد الله، عن شريح، قال: "لا أعقل الكلب الهرار" .

                              [ ص: 683 ] حدثنا نصر بن علي، حدثنا نوح بن قيس، عن عمر بن محيصن: " خطب أمير البصرة فقال: من يتق الله فلا هوارة عليه " .

                              حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن الحسن، أن سراقة حدثهم، أن النبي صلى الله عليه قال له: "قف ههنا، فعم علينا حتى تتهور النجوم" .

                              حدثنا سعيد بن يحيى، حدثنا أبي، أخبرنا ابن جريج، أخبرني حازم بن عطاء، أن عائشة قالت: أتى رسول الله صلى الله عليه عليه رجل فقال: إني رأيت كأن رأسي قطع فذهب يتردى، فأدركته فأعدته، قال ابن جريج: فذكرت هذا الحديث لسعد بن زبرا، فقال: أخبرني سلمة أن النبي صلى الله عليه قال له: "ذاك الهراء شيطان وكل بالنفوس، فهو يخيل إليها بينها وبين أن تنتهي إذا عرج بها، فإذا انتهت فما رأت حسنا فهو الرؤيا" [ ص: 684 ] قوله: الهر سبع:  هو السنور الذكر، والهرة الأنثى أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: يقال: هر فلانا الناس هرا، إذا كرهوه، قال:


                              أرى الناس هروني وشهر مدخلي وفي كل ممشى أرصد الناس عقربا



                              أخبرنا عمرو، عن أبيه: الهر: زجر للإبل وأنشدنا:


                              زجرن الهر تحت ظلال دوم     ونقبن العوارض بالعيون



                              دوم: نخل المقل ونقبن العوارض: يعني السفى قوله: "هرولة"   : مشي سريع وقوله: فعملت منه هراوة: العصا أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: يقال: هراه يهروه هروا إذا ضربه بالهراوة وأنشدنا:


                              يكسى ولا يغرث مملوكها     إذا تهرت عبدها الهاريه



                              [ ص: 685 ] قوله: الكلب الهرار، والهرير: ذو النباح أنشدني أبو نصر:


                              باحري اللون مرا طعمه     يشبع الكلب إذا هر وهر



                              قوله: فلا هوارة عليه حدثنا نصر بن علي، حدثنا نوح بن قيس: عن عثمان بن محيصن، عن يحيى بن يعمر قال: لا ضيعة عليه وقوله: "حتى تتهور النجوم"، تهور الليل: ذهب أكثره وتهور الشتاء: ذهب أشده وأنشدنا عمرو:


                              تقلبت هذا الليل حتى تهورت     إناث النجوم كلها وذكورها



                              ذكور النجوم: ما عظم منها، والهري: بيت الطعام وأهرأ في منطقه إذا لم يكن لكلامه نظام قال ذو الرمة:


                              لها بشر مثل الحرير ومنطق     رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر



                              [ ص: 686 ] أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: أهرأ لحمه إهراء إذا أنضجه، وتهرأ الطبيخ إذا تساقط نضجا، وهرأ البرد فلانا يهرؤه هرأ إذا اشتد عليه حتى يقتله، وأهرأنا في الرواح: أبردنا أنشدنا عمرو:


                              وملجأ مهروئين يلقى به الحيا     إذا جلفت كحل هو الأم والأب



                              رثى عثمان بن عفان أخبرنا عمرو، عن أبيه، عن الهمداني قال: الهرور: ما سقط من حب العنب أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الهرهر: الشاة إذا هرمت، فإن مرطت فهزلت قيل: هرطة قال الخليل: هر الشوك: يبس وأنشدنا:


                              رعين الشبرق الريان حتى     إذا ما هر وامتنع المذاقا



                              وقال:


                              حتى إذا أهرأن بالأصائل     وفارقتها بلة الأوائل



                              ويقال: هر بسلحه: رمى به [ ص: 687 ] وقوله: "الهراء شيطان"  لم أسمع بتفسيره إلا في الحديث والهرهور: الماء الكثير، وإذا حلب اللبن سمعت له هرهرة وأنشدنا عفان:


                              سلم ترى الدالي منه أزورا     إذا يعج في السراء هرهرا

                              .

                              [ ص: 688 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية