حدثنا حدثنا مسدد، حدثنا يزيد بن زريع، سعيد، عن أن قتادة، حدث، عن سفينة، أنه أم سلمة: كان عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصلاة، وما ملكت أيمانكم"، حتى جعل يلجلجها، وما يفيض بها لسانه " .
حدثنا حدثنا عمرو بن مرزوق، عن شعبة، سعد بن إبراهيم، عن أبيه، بلغ عليا أن طلحة، يقول: "بايعت، واللج على قفاي" .
حدثنا محمد بن عبد الملك، حدثنا عن أبو اليمان، شعيب، عن حدثني الزهري، أن عمرو بن شعيب، قال: عبد الله بن عمرو "جلس رهط قريبا من باب حجرة النبي صلى الله عليه، فتجادلوا، ولج بهم المراء" .
حدثنا حدثنا عبيد الله بن عمر، يحيى بن بريدة، عن أبيه، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال [ ص: 132 ] : "لما قدموا من الحبشة، فكانوا في لجة البحر سمعوا صوتا، فذكر من عطش نفسة ماء" .
حدثنا حدثنا هارون بن معروف، وهب، أخبرني حيوة، سمع عن يزيد بن خمير، عن شيخ: سمعنا عقبة بن مسلم، كعبا، يقول: "من دخل في ديوان المسلمين، ثم تلجأ منهم، فقد خرج من قبة الإسلام" .
حدثنا أحمد بن حجاج، حدثنا أخبرنا ابن المبارك، عن معمر، عن إسحاق بن راشد، عمرو بن وابصة، عن أبيه قال: إني لبالكوفة في داري، إذ سمعت على، باب داري: " سلام عليكم، ألج؟ فقلت: وعليك السلام، فلج. فدخل " . ابن مسعود
حدثنا حدثنا يحيى بن معين، حدثني يحيى بن صالح، عن معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، قال رسول الله صلى الله عليه [ ص: 133 ] : أبي هريرة . "من استلجج في أهله بيمين، فهو أعظم إثما، ليس تغني الكفارة"
حدثنا محمد بن سهل، حدثنا أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، همام، سمعت يقول: قال أبا هريرة، أبو القاسم صلى الله عليه: أخبرنا "إذا استلجج أحدكم باليمين في أهله، فإنه آثم، له عند الله من الكفارة التي أمره بها" أبو نصر، عن اللجلاج الذي يردد الكلمة، فلا يخرجها من ثقل لسانه قال: الأصمعي:
فلم تلفني فها ولم تلف حجتي ملجلجة أبغي لها من يقيمها
[ ص: 134 ] وقال آخر:
يلجلج مضغة فيها أنيض أصلت فهي تحت الكشح داء
قوله: "واللج على قفاي" : هو اسم من أسماء السيف، يسمى المخذم، والعاصب، والمصمم، والمنصل، والهذام: القاطع، والمهو: الرقيق، والمخضل: القطاع، والمطبق: الذي يصيب المفاصل قوله: "ولج بهم المراء" : لج يلج لجاجا، وهو التمادي قال الشماخ:
ألا لا تذكره على النأي إنه متى ما تذكره على النأي يلجج
قوله: فكانوا في لجة البحر، لجته: حيث لا يرى طرفاه قال الله تعالى: في بحر لجي [ ص: 135 ] أخبرنا الأثرم عن بحر لجي مضاف إلى اللجة، وهي معظم البحر أخبرنا أبي عبيدة: سلمة، عن بحر لجي، ولجي: بكسر اللام وضمها. وأنشدنا أبو نصر: الفراء:
ومخدر الأبصار أخدري لج كأن ثنيه مثني
وصف الليل فقال: مخدر، أراد ليلا مظلما، أخدري: من الخدر، يقال: عقاب خدارية، أي سوداء. ولج، يعني: الليل كأنه لجة من ظلمته، قد ثني: صار له طريقتان قوله: "من تلجأ منهم"، يقول: صار إلى غيرهم، لجأ فلان إلى فلان، لجأ وملجأ قوله: "أألج" ؟ والولوج: الدخول، ولج يلج أخبرنا أبو نصر، عن الولجة: موضع من الرمل، يضيق، ثم ينفتح [ ص: 136 ] أخبرنا الأصمعي: عمرو، عن أبيه: الوالجة: الدبيلة، يقال: هو مولوج قال الأحمر بن شجاع:
كأن هاديه مما تفثجه إذا تكلم في الإدلاج مولوج
قال ألج القوم إلجاجا إذا ارتفعت أصواتهم، والاسم اللجة وسمعت أبو زيد: أبا نصر قال: اللجة: اختلاط الصوت. وأنشدنا:
تدافع الشيب ولم تقتل في لجة أمسك فلانا عن فل
تدافع الشيب ولم تقتل: وصف إبلا عطاشا وردت حوضا، يشبه ازدحامها على الماء بتدافع شيوخ - وهم الشيب - ولم تقتل - من القتال -، والأصل تقتتل، يقول: ولم يبلغوا القتال، إنما كان تدافع، يقول: فهذه الإبل استقلت بشرب الماء من عطشها، فسمعت أصوات هذه الإبل، كأصوات شيوخ تقول: أمسك فلانا عن فل، وجعلهم شيوخا، لأن الشباب فيهم تسرع. واللجة: اختلاط الصوت [ ص: 137 ] وقال أبو زيد: أهل الحجاز يقولون: لا توجل، وتميم، وقيس: لا تيجل، إذا لم يستيقنوا الخبر قال الله: إنا منكم وجلون أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: وجلون خائفون قالوا لا توجل . ويقال: لا تيجل، ولا تاجل بغير همز. ولا تأجل: بهمز، يجتلبون فيها الهمزة. وكذلك ما كان من جنس وجل يوجل، ووحل يوحل، ووسخ يوسخ أخبرنا عن أبو عمر، الكسائي: وجلون ولو قال: واجلون على وجه الفعل كان صوابا وقوله: "إذا استلجج أحدكم" من اللجاج، وهو تكرير اليمين، وتوكيدها، والإقامة عليها، كما قال حجية بن مضرب:
لججنا ولجت هذه في التجنب بشد اللثام دوننا والتنقب
وأنشدنا أبو نصر:
[ ص: 138 ]
فقد لججنا في هواك لججا
وأنشد لرجل من ابن الأعرابي طيئ:قالت: بعيش أخي، ونعمة والدي لأنبهن الحي إن لم تخرج
فخرجت خيفة قولها فتبسمت فعلمت أن يمينها لم تلجج
فلثمت فاها قابضا بقرونها شرب الحمي ببرد ماء الحشرج
يقول: فإذا كانت يمينه على لجاج، وتأكيد، وغير استثناء، فعليه إثم عظيم، وليس تغني الكفارة عنه، من الإثم الذي أصابه وإنما الكفارة على الذي على غير تأكيد ولا لجاج، ويندم فيفعل ويكفر. وكذلك حديث معمر: "هي آثم له عند الله من الكفارة التي أمره بها" ألا ترى قوله: فعلمت أن يمينها لم تلجج، يقول: لم تخرج على تأكيد، وعقد، ولجاج، وإنما حلفت على جهة اللغو والمزح أخبرني أبو نصر، عن قال: اللجوج: الريح تكون في كل زمان. وأكثر ما تكون إذا ولى القيظ، والريح اللجوج: الدائمة الهبوب، والريح الجيلان: التي تجيل الحصى، وتديره، وقال: [ ص: 139 ] الأصمعي
وما العفو إلا لامرئ ذي حفيظة متى تعف عن ذنب امرئ السوء يلجج
وقال الفراء: وقعوا في إيتلاج أي: اختلاط قال ارتثأ عليهم أمرهم، أي: اختلط وقال أبو زيد: ارتجن أمرهم. ويقال: غيق في رأيه: إذا اختلط وذهب في أمره وروى الأصمعي: عمرو، عن أبيه قال: المستجال: الذاهب العقل قال أمية بن عائذ الهذلي:
فصاح بتعشيره وانتحى جوائلها وهو كالمستجال
وصف حمارا معه أتن، فصاح بتعشيره: ردده عشرا، وكذا يفعل كثيرا [ ص: 140 ] قال:
لعمري، لئن عشرت من خيفة الردى نهيق الحمار إنني لجزوع
وانتحى: اعتمد، جوائلها: ما جال منها، فلم يعلق، فهو كالمستجال من الهياج والغيرة، كالذاهب العقل .
[ ص: 141 ]