الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث السادس والسبعون .

                              باب: غم .

                              حدثنا مسدد، وأحمد، قالا: حدثنا سفيان، عن عمرو بن محمد بن حسين: سمعت ابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه: "إذا رأيتموه فصوموا، فإن غم عليكم فأتموا العدة ثلاثين"   .

                              حدثنا موسى، حدثنا حماد، عن سماك، عن عكرمة، قال النبي صلى الله عليه: "إن حال بينكم وبينه غمامة فعدوا ثلاثين"  قوله: "غم عليكم"   : أي جهلتم علمه كما يغمى على الرجل فيذهب عقله قوله: "فإن حال دونه غمامة" : أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الغمام: السحاب أجمع كان فيه مطر أو لم يكن، الواحدة غمامة والغيم: اسم لكل سحابة فيها ماء أو ليس فيها ماء والجميع غيوم، وقد غيمت السماء وأغامت وتغيمت [ ص: 743 ] سمعت ابن الأعرابي يقول: أغام اليوم، وأغيم وغيم .

                              أخبرني أبو عمر، عن الكسائي: قوله: ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ، "أي ملبسا مغطى لا تدرون ما هو" أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: غمة: ظلمة وضيق وهم سمعت أبا نصر يقول: الغمة: ما غطاك من شيء وغمك،  وأنشدنا:


                              بل لو شهدت الناس إذ تكموا بغمة لو لم تفرج غموا



                              والغمم: سيلان الشعر في الوجه حتى يضيق الجبهة وكذلك في القفا يسفل حتى يصغر القفا ويقال: فلان أغم، وفلانة غماء قال:


                              فلا تنكحي إن فرق الدهر بيننا     أغم القفا والوجه ليس بأنزعا



                              [ ص: 744 ] والوغم: الحقد أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: إذا وضع البسر في الشمس ونضج بالخل في حره فذلك المغمق، وأهل نجد يسمونه المخلل .

                              [ ص: 745 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية