الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: نفش .

                              حدثنا محمد بن أبي خلف، حدثنا أبو عباد، عن مالك بن مغول، عن حبيب، عن خيثمة: " جاء رجل إلى عمر، فقال: أتيتك من عند رجل يكتب المصاحف من غير مصحف، فغضب حتى ذكرت الزق وانتفاخه، قال: من؟، قلت: ابن أم عبد، فذكرت الزق وانفشاشه " .

                              حدثنا داود بن رشيد، حدثنا ابن أبي زائدة، عن مجالد، عن أبي بردة، عن أبيه: أتى عمر على غلام له يبيع الرطبة، فقال: "انفشها، فإنه أحسن لها" قوله: "ذكرت الزق وانفشاشه"،  الانفشاش: تفرق المجتمع كأنه انتفخ من الغضب، فلما سكن تفرق ذلك الانتفاخ [ ص: 805 ] وقوله: "انفشها"، يقول: فرق ما اجتمع منها لتحسن وتكثر في عين المشتري وقال تعالى: إذ نفشت فيه غنم القوم ، فالنفش الرعي بالليل، والهمل الرعي بالنهار، يقال: نفشت ليلا، وهملت نهارا .

                              حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن إسماعيل، عن الشعبي، عن شريح، قال: "النفش ليلا" .

                              حدثنا عبد الله بن عمر، حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا قتادة، عن الشعبي: "النفش بالليل، والهمل بالنهار" أخبرني أبو عمر، عن الكسائي: النفش بالليل، نفشت تنفش نفوشا أخبرنا سلمة، عن الفراء: النفش بالليل أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: النفش أن تدخل، في زرع ليلا فتأكله أخبرنا عمرو، عن أبيه، يقال: باتت إبلهم نفشا: إذا تركوها ترعى بالليل ليس معها راع، وقد أنفش القوم، وهي إبل نوافش [ ص: 806 ] قال إبراهيم: النوافش إبل تردد بالليل في المرعى بلا راع كالهوامل بالنهار .

                              [ ص: 807 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية