الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: نمص .

                              حدثنا أحمد بن جعفر الوكيعي، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله: "لعن رسول الله صلى الله عليه المتنمصات"  سمعت ابن الأعرابي يقول: النامصة: الناتقة، والمتنمصة المفعول ذاك بها برضاها والمنماص: المنقاش الذي ينتف به وقال أبو زيد: رجل أنمص: الذي ليس له حاجبان وامرأة نمصاء، وقال امرؤ القيس:


                              ويأكلن من قو لعاعا وربة تجبر بعد الأكل فهو نميص



                              قوله: "لعاعا" نبت رطب، "وربة" : نبت "تجبر" : طال ورجل أمرط الحاجبين، وامرأة مرطاء الحاجبين: لا يستغنى عن ذكر الحاجبين [ ص: 829 ] حدثنا عمرو، عن أبيه: النمص: بقل ينبت في أرض صلبة يشبه البهمى، وهو أول البقل نباتا في بلادها، وإن أصابته أدنى ريح اصفرت، الواحدة نمصة، وأنشدنا:


                              ولم تعجل بقول لا بقاء له     كما تعجل نبت الخضرة النمص

                              .

                              أخبرنا محمد بن صباح، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عباس: ولات حين مناص "ليس بحين نزو ولا فرار" أخبرنا سلمة، عن الفراء قال: النوص: التأخر، والبوص: التقدم، قال:


                              أمن ذكر سلمى أن نأتك تنوص     فتقصر عنها خطوة وتبوص



                              أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: المناص: المنجاة والفوت، قال:

                              آساد غيل حين لا مناص [ ص: 830 ] أخبرنا عمرو، عن أبيه: يقال فلان ينوص، لا يقدر يبوص إلى فلان لما فيه من المنفعة، وهو النوصان .

                              [ ص: 831 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية