الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: حضن .

                              حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود، حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمر بن عبد العزيز، عن خولة بنت حكيم: " أن النبي صلى الله عليه خرج محتضنا حسنا وحسينا، فقال: "إنكم لتبخلون وتجبنون، وإنكم لمن ريحان الله"   .

                              حدثنا ابن صباح الجرجرائي، حدثنا زكريا بن منظور، عن جده: خرجت بي حاضنتي إلى أم سلمة فقالت: "بارك الله فيك" .

                              حدثنا الحر بن علي، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب: "أرادت الأنصار أن يختزلونا، من الأمر، ويحضنونا منه" .

                              حدثنا اليمامي، حدثنا يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر [ ص: 899 ] : " أن امرأة نعيم أتت رسول الله صلى الله عليه فقالت: إن نعيما يريد يحضنني أمر ابنتي، فقال النبي صلى الله عليه: "لا تحضنها أمر ابنتها وشاورها" .

                              حدثنا عبيد الله، حدثنا يزيد بن زريع، عن أبي نعامة، عن حجير بن الربيع، عن عمران بن حصين: "لأن أكون أرعى أعنزا حضنيات أحب إلي من كذا" قوله "محتضن حسنا" يقول: حمله في حضنه، والحضن ما دون الإبط، والمحتضن الحضن قال الأعشى:


                              عريضة بوص إذا أدبرت هضيم الحشا شختة المحتضن



                              ومنه "خرجت بي حاضنتي" هي التي تربيه في حضنها، وحضن المفازة: ناحيتاها، وحضنا الليل ناحيتاه وأنشدنا الأثرم:

                              وقطعي إليك الليل حضنيه .

                              [ ص: 900 ] قوله: "يحضنونا" وقول النبي صلى الله عليه: "لا تحضنها أمر ابنتها" يقال: احتضنني من الأمر: أخرجني منه ولا تحضن عن ذلك زينب: لا تمنع منه وحضنت الحمامة بيضها حضونا، والموضع محاضن قوله: "أعنزا حضنيات"  أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الشاة الحضان إذا كان أحد ثدييها أعظم من الآخر يقال: حضان، وحضون، ومن عيوب ضرع الشاة الحضان: أن يصغر أحد الشقين، ويقال: كان الخليل يزعم الأعنز الحضنيات: ضرب أحمر شديد الحمرة، وأسود شديد السواد والحضن: جبل قال الأعشى:


                              وطال السنام على جبلة     كخلقاء من هضبات الحضن

                              .

                              [ ص: 901 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية