الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: قرع.

                              حدثنا مسدد، حدثنا حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران، أن رجلا أعتق ستة أعبد في مرضه، فأقرع النبي صلى الله عليه بينهم،  أعتق اثنين، وأرق أربعة ".

                              حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه: "يكون كنز أحدهم يوم القيامة شجاعا أقرع يتبع صاحبه حتى يلقمه يده" .

                              حدثنا مسدد، حدثنا حماد، عن سلم، عن أنس، "كان رسول الله صلى الله عليه يعجبه القرع".

                              حدثنا عثمان، حدثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن جده [ ص: 1019 ] : "قرع المسجد حين أصيب أصحاب النهر" .

                              حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا زهير، عن زيد بن جبير، عن ابن عمر، "كنا نقرع الحجر بعصا، إذا لم نستطع مسحه" .

                              حدثنا ابن نمير، حدثنا حفص، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع: كان علقمة له شيء يقرع به غنمه إذا تناطحن".

                              حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا حرمي، حدثني جابر بن يزيد بن رفاعة، حدثنا نعيم بن أبي هند، حدثني الهزهاز: أخذ عمر قدح سويق فشربه حتى قرع القدح جبينه".

                              حدثنا داود بن رشيد، حدثنا الوليد، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه: "من لم يغز، ولم يجهز غازيا، أصابه الله تعالى بقارعة" .

                              حدثنا اليمامي، حدثنا يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، بلغني عن عمار: "قال عمرو بن أسد بن عبد العزى حين قيل .

                              : [ ص: 1020 ] محمد صلى الله عليه يخطب خديجة، قال: نعم البضع لا يقرع أنفه"
                              قوله: "فأقرع بينهم" أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: اقترع فلان وفلان، فقرعه فلان وقارعه وقال غيره: والاسم القرعة، وأقرعت بينهم: أمرتهم بالقرعة قوله: "شجاع أقرع" أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الأقرع: الذي قرع وصار في رأسه لمع، يقال: رجل أقرع، وامرأة قرعاء، ونساء قرع والشجاع: الحية الذي اجتمع السم في رأسه فتمعط شعره، فقرع وأنشدنا عمرو:


                              كأن شجاعا أقرع الرأس يتقي إذا ما تلاقى الخيل أو جلد أجربا



                              وقال غيره:

                              قرى السم حتى اماز فروة رأسه .

                              [ ص: 1021 ] قوله: "هو البضع لا يقرع أنفه" ، كان الرجل يأتي بناقة كريمة يسأل صاحبه أن يطرقها فحله، فإن أخرج إليه فحلا ليس بكريم قرع أنفه وقال: لا أريده قوله: "يعجبه القرع" ، هو حمل شجر اليقطين، وهو الدباء .

                              حدثنا أبو بكر، حدثنا غندر، عن شعبة، عن ابن إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن ابن مسعود: " وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ، قال: القرع" .

                              قال أبو بكر، حدثنا أبو معاوية، عن ورقاء، عن سعيد، عن ابن عباس: من يقطين ، قال: "القرع" .

                              حدثنا أبو بكر وعبيد الله، قالا: حدثنا يحيى، عن ورقاء، عن سعيد: " يقطين ، قال: القرع".

                              حدثنا عبيد الله، حدثنا يحيى وابن مهدي، عن سفيان، عن حبيب، عن سعيد، عن ابن عباس: " من يقطين ، قالوا عنده: القرع، قال: وما يجعله أحق من البطيخ؟".

                              [ ص: 1022 ] حدثنا شجاع، حدثنا عباد، عن هلال بن خباب: سأل رجل سعيدا عن اليقطين قال: " هو القرع؟ قال: "لا، ولكنها شجرة سماها الله اليقطين" .

                              حدثنا شجاع، حدثنا يزيد، أخبرنا أصبغ بن زيد، عن القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد بن جبير: "كل شيء نبت من عامه ثم يموت فهو يقطين".

                              حدثنا شجاع، حدثنا هشيم، أخبرنا حصين، عن هلال بن يساف: " من يقطين ، قال: القرع " .

                              حدثنا أبو بكر، حدثنا أبو أسامة، عن مفضل، عن منصور، عن مجاهد: " من يقطين ، قال: القرع".

                              حدثنا أبو حفص، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة: " من يقطين ، قال: القرع " .

                              حدثنا عثمان، وإسحاق، قالا: حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد: من يقطين ، قال: "القرع".

                              [ ص: 1023 ] حدثنا الحسن بن قزعة، حدثنا مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن شهر بن حوشب: " من يقطين ، هو القرع".

                              حدثنا زياد بن أيوب، عن محمد بن يزيد، عن جويبر، عن الضحاك: " من يقطين ، قال: القرع".

                              حدثنا محمد بن هارون، عن صفوان، عن عمرو بن عبد الواحد، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه: من يقطين ، قال: "الدباء" .

                              حدثني يحيى بن خلف، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: "غير ذات أصل من دباء أو غيره من نحوه".

                              حدثنا محمد بن عبد الملك، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا المنذر بن النعمان، سمعت وهب بن منبه قال: " اليقطين: الدباء ".

                              حدثنا محمد بن صباح، حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عن مجاهد: " من يقطين : "كل شجرة غير ذات أصل من دباء وغيره".

                              [ ص: 1024 ] حدثنا ابن زنجويه، عن الفريابي، عن قيس، عن عطاء، عن سعيد، قال: "الدباء".

                              حدثنا محمد بن هارون، حدثنا صفوان، عن وليد، عن شعيب بن رزيق، عن عطاء، عن عكرمة، قال: "الدباء".

                              أخبرنا الأثرم، عن عبيدة: يقطين : "كل شجرة لا تقوم على ساق نحو الدباء والحنظل والبطيخ" قوله: "قرع المسجد"، يقول: قل أهله كما يقرع الرأس: يقل شعره قوله: "قرعه بعصا"، كل شيء ضربته بشيء فقد: قرعته ومثله: "كان علقمة يقرع غنمه".

                              حدثنا أحمد، عن يحيى بن آدم، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي، أن النبي صلى الله عليه لما أتى على محسر قرع راحلته" [ ص: 1025 ] أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: يقال: " العصا قرعت لذي الحلم، يقول: إذا نبه انتبه قال:

                              لذي السن قبل اليوم ما تقرع العصا قوله: "حتى قرع القدح جبينه"، يقال: قرع الإناء جبهة الشارب: إذا استوفى ما فيه قال عمرو بن كلثوم:


                              كأن الشهب في الآذان منهم     إذا قرعوا بحافتها الجبينا



                              قوله: "أصابه الله بقارعة" أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: يقال: أصابته قارعة: يعني أمرا عظيما يقرعه أخبرنا أبو عمر، عن الكسائي: القارعة: القيامة أخبرنا سلمة، عن الفراء: القارعة: القيامة، والقراع: طير له منقار غليظ أعقف، يأتي العود اليابس فلا يزال يقرعه ويدخل فيه [ ص: 1026 ] أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي، اقترع فلان: إذا اختير، ومن ثم قيل للفحل: قريع، وفرس قراع، إذا كان شديدا وأنشدنا:


                              كسا الأكم بهمى غضة حبشية     تؤاما وبقعان الظهور الأقارع



                              وقال آخر:


                              وجاء قريع الشول قبل إفالها     يرف وجاءت خلفه وهي زفف



                              أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: القرع: بثر يخرج بالفصلان، وأنشدنا:


                              لدى كل أخدود يغادر دارعا     يجر كما جر الفصيل المقرع



                              أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: قارعة الدار: ساحتها، وقرع المراح: إذا لم يكن فيه إبل، وقارعة الطريق: أعلى الطريق [ ص: 1027 ] وقال الأصمعي: فلان لا يقرع: يقول: لا يرتدع، وقرع فلان سنه: ندما وأنشدنا أبو نصر:


                              ولو أني أطعتك في أمور     قرعت ندامة من ذاك سني

                              .

                              أخبرني عبيد الله بن محمد التيمي: خرج عمر بن الخطاب في تجار الشام، ومعهم ذهبة، فلما كانوا في آخر الحجاز، وأول الشام مروا بزنباع بن روح، وكان يعشر من مر به، فأراد أن يعشرهم، فلم يجد معهم شيئا، ثم راجع نفسه، فقال: تجار من أهل الحجاز يريدون الشام، هذا باطل، فقام فطاف بإبلهم، وقد كانوا أخذوا الذهبة، فجعلوها في دبيل، وألقموها شارفا لهم، فلما نظر إليها تذرف عيناها، قال: إن لها شأنا، انحروها، فإن تكن بغيتنا في بطنها، فهم جنوا عليها، وإلا غرمنا قيمتها، فوجدوا الذهبة، فأعشرها، ثم خلى عنهم، فقال عمر:


                              متى ألق زبناع بن روح ببلدة     لي النصف منه يقرع السن من ندم



                              فلما ولي عمر الخلافة كبر زنباع بن روح، وضعف بصره، فجاء ومعه ابنه روح بن زبناع، فدخلوا على عمر، فسألاه، فمارهم.

                              [ ص: 1028 ] وأعطاهم، فلما خرجا من عنده، قال روح لزنباع: يا أبه، تعرف الرجل؟ قال: لا والله قال: هذا الذي كانت معه الذهبة، فعشرتها، فقال زنباع: واسوأتاه، أم والله لو علمت، ما دخلت عليه، ولا سألته" قال أبو عمرو: القراع: أن يأخذ الرجل الناقة الصعبة، فيأبضها للفحل، فيبسرها أي: يكرهها: يقال: قرع لجملك، وقريعة الإبل، والمقرع: الفحل من الإبل يعقل، فلا يترك أن يضرب الإبل رغبة عنه، وتميم تقول: "خفان مقرعان"، أي منقلان، والقريع من الإبل الذي يأخذ بذراع الناقة فينيخها، وأقرعت نعلي وخفي: إذا جعلت عليها رقعة كثيفة، وقعر في كلامه، أي تكلم بأقصى فمه أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: إذا أسرعت الناقة اللقح، فهي مقراع، قال:

                              [ ص: 1029 ]

                              ترى كل مقراع سريع لقاحها     تسر لقاح الفحل ساعة تقرع



                              قال غيره: قرع التيس العنز، وسفد يسفد، وقفط يقفط، وذقط يذقط، وفي الطير: قمط ونزا، وفي الكلب عاظل، والجراد، والقطا عاظل أيضا.

                              [ ص: 1030 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية