الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: عجز.

                              حدثنا إبراهيم، حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن شعبة، عن الحكم، عن سعيد، عن ابن عباس: أهدى الصعب بن جثامة إلى النبي صلى الله عليه عجز حمار وحش فرده ".  

                              حدثنا إبراهيم، حدثنا عفان، حدثنا همام، عن قتادة، عن يونس بن جبير، أنه سأل ابن عمر - وطلق امرأته حائضا -: أتحسب ذلك طلاقا؟ قال: "أرأيت إن عجز واستحمق، أي: نعم يحسب".

                              حدثنا إبراهيم، حدثنا يوسف بن بهلول، عن ابن إدريس، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل مكة، عن سعيد بن جبير، وعكرمة، عن ابن عباس، أن زرعة ذا نواس "دعا الناس إلى اليهودية، فركض دوس ذو ثعلبان حتى أعجزهم في الرمل".

                              [ ص: 1083 ] حدثنا مسدد، حدثنا أبو داود، عن موسى بن عبيدة، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: إنا أنشأناهن إنشاء قال: "هي العجائز اللاتي كن في الدنيا عمشا رمصا" قوله: "عجز حمار" العجز مؤخر الشيء، والعجز: عجيزة المرأة، والجميع عجيزات، وامرأة عجزاء، وعقاب عجزاء: شديدة الدائرتين قال:


                              وكأنما تبع الصوار بشخصها عجزاء ترزق بالسلي عيالها



                              قوله: "إن عجز واستحمق" أي: لم يأخذ بالحزم، لأن العجز: ضد الحزم يقول: لم يطلق طاهرا، فيكون قد أخذ بالحزم، ويقال: فلان ابن عجزه، وهو آخر الولد، يقال: ولد لعجزه، أي: بعدما كبر أبواه وقال:

                              [ ص: 1084 ]

                              واستبصرت في الحي أحوى أمردا     عجزة شيخين يسمى معبدا



                              وقوله: "أعجزهم في الرمل" هو أن تطلب الرجل فيفوتك، فإذا عجزت عن طلبه فقد أعجزك قال الله تعالى: وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ، وقال تعالى: والذين سعوا في آياتنا معاجزين أكثر القراء على ذلك وقرأ ابن الزبير، وابن كثير، وأبو عمرو: (معجزين) ومعناه فيما.

                              حدثنا ابن الأصبهاني، عن علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان: سمعت ابن الزبير قرأ: (معجزين) ، قال: مثبطين".

                              وأخبرني أبو عمر، عن الكسائي، وسلمة، عن الفراء قالا: "مثبطين".

                              [ ص: 1085 ] وحدثنا خلف، عن الخفاف، عن سعيد، عن قتادة: معاجزين ، قال: "سابقين".

                              وأخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: "مسابقين" .

                              وأخبرنا أبو عمر، عن الكسائي، وسلمة، عن الفراء: " معاجزين : معاندين" وقال أبو زيد: إنه ليعاجز ويكارز إلى ثقة أي: يميل قوله: "العجائز" جمع عجوز قالوا: شيخ عجوز، وشيخان، ولم يقولوا: عجوزان قاطبة، لخفة اسم الشيخ، وثقل اسم العجوز، فغلبوا الأخف، كما قالوا: العمرين: أبو بكر وعمر، لخفة عمر، وثقل أبي بكر، وكما قال:


                              أخذنا بأطراف السماء عليكم     لنا قمراها والنجوم الطوالع



                              فغلبوا القمر لأنه أخف من الشمس، وقال:


                              ويهدموا البيت الحرام المعبود     والمروتين والمشاعر السود



                              يريد المروة والصفا.

                              [ ص: 1086 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية