الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: ثد.

                              حدثنا زهير، حدثنا الوليد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: لما كان عام الرمادة أمد عمر الأعراب بالطعام والأدم، حتى أغاث الله الناس، فقال رجل: أما والله ما كنت فيها ابن ثأد".

                              حدثنا ابن الأصبهاني، حدثنا علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن حجاج بن حجاج: سألت أبا هريرة: ما يحرم من الرضاعة؟  قال: "ما فتق المعى، وكان في الثدي قبل الفطام" .

                              حدثنا أحمد بن عبد الملك، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن ابن عقيل: أخذ جابر ملحفة فاتزر بها دون الثندوة، ثم صلى بنا ليس عليه قميص" قوله: "ما كنت فيها ابن ثأد"  يعني: ابن ثأداء،: وهي الأمة [ ص: 1090 ] أخبرنا عمرو، عن أبيه قال: الثأداء والدأثاء: الأمة، وهكذا الكهداء، وعجفاء، ولخناء، وكثعاء، كله لؤم قال:


                              وما كنا بني ثأداء لما قضينا بالأسنة كل وتر



                              وقوله: "وكان في الثدي قبل الفطام" الثدي: معروف، وهو من الرجل الثندوة والثدي، كما قال:


                              تمد إلى الأقصى بثدييك كلها     وأنت على الأدنى صروم مجدد



                              وأخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: يقال: أرض ثئدة، يريد: مثرية غدقة، كثيرة البلل وقد ثئدت الأرض، وهو الثأد: البلل مع شدة القر ولم نسمعه في الصيف ولا في القيظ وقال بعضهم: أرض ثئدة، وبقلها ثئد، في الصيف والشتاء، وعشب ثأد مأد، وأنشدنا:


                              ردت عليه أقاصيه ولبده     ضرب الوليدة بالمسحاة في الثأد



                              وأخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الثداء: نبت [ ص: 1091 ] وروى عمرو عن أبيه، عن الهذلي: الإتاد: حبل يشد به رجل البقرة إذا حلبت.

                              [ ص: 1092 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية