الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: ضمر.

                              حدثنا إبراهيم، حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه سبق بين الخيل المضمرة من الحفياء إلى مسجد بني زريق".  

                              حدثنا إبراهيم، حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا هشيم، أخبرنا يونس، عن ابن سيرين: كتب عمر إلى ميمون في مظلمة أن يردها، ولا يأخذ إلا زكاة سنة، فإنه كان مالا ضمارا".

                              [ ص: 1101 ] قوله: "المضمرة" المضمر الهزال، وتضمير الخيل أن تعلف بعدما تسمن قوتا وأنشدنا أبو نصر:


                              حتى إذا قامت على شفيرها خاضت به حدباء من ضمورها



                              قوله: "ما كان إلا ضمارا" سمعت ابن عائشة قال: هو ما لست على يقين منه، وأنشدنا:


                              وأنضاء أنخن إلى سعيد     طروقا ثم عجلن ابتكارا
                              حمدن مزاره وأصبن منه     عطاء لم يكن عدة ضمارا



                              ومثله:


                              أرانا إذا أضمرتك البلا     د نجفى وتقطع منا الرحم



                              وقال آخر:


                              ومن لا تضاع له ذمة     فيجعلها بعد عين ضمارا



                              وأخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الضمائر: بمنزلة الضفائر، وأنشدنا:

                              [ ص: 1102 ]

                              إذا حرك المدرى ضفائرها العلى     مججن ندى الريحان والعنبر الوردا



                              والضمير ما سترته في نفسك وأنشدني أبو نصر:


                              وحفظة أكنها ضميري     وهل يرد ما خلا تخبيري



                              وقال آخر:


                              أو مضمر الغيظ لم يعلم بإحنته     وما يجمجم في حيزومه أحد

                              .

                              [ ص: 1103 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية