الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: ناجذ.

                              حدثنا مسدد، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، أنه ذكر حديثا قال: "فرأيت رسول الله صلى الله عليه ضحك حتى بدت نواجذه".  

                              حدثنا دحيم، حدثنا الوليد، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو، عن العرباض بن سارية، عن النبي صلى الله عليه: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعضوا عليها بالنواجذ" أخبرنا عمرو، عن أبيه، عن أبي زياد: النواجذ أربعة، وهي التي تنبت للرجل بعد ما يبلغ [ ص: 1175 ] أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: النواجذ أقصى الأضراس أخبرني أبي عدنان، عن أبي زيد: أقصى الأضراس وأنشدنا عمرو:


                              لما رآني قد نزلت أريده أبدى نواجذه لغير تبسم



                              وأنشدنا سعدان:


                              رب مستلحم عليه ظلال المو     ت لهفان جاهد مجهود
                              خارج ناجذاه قد برد المو     ت على مصطلاه أي برود



                              ومما يقوي هذا القول قول العجاج:


                              إنا لعطافون خلف المسلم     إذا العوالي أخرجت أقصى الفم



                              ويقال: النواجذ اللواتي خلف الأنياب، وقوى ذلك قول الشماخ:

                              كأنه بقارحه من خلف ناجذه شجي [ ص: 1176 ] وهذا التفسير أحب إلي وأشبه برسول الله صلى الله عليه، لأنه أكثر ما يروى عنه التبسم، وبدو النواجذ لا يبدو إلا من استغراب الضحك .

                              [ ص: 1177 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية