الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث السادس .

                              باب: حجم .

                              حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا ابن مهدي، عن زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابن أسامة، عن أبيه، قال: كساني النبي صلى الله عليه قبطية، فسألني: فقلت: كسوتها امرأتي، قال: "أخاف أن تصف حجم عظامها" .

                              حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، سمعت حصين بن أبي الحر، عن سمرة، عن رسول الله صلى الله عليه، قال: "خير ما تداويتم به الحجم"   .

                              حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه أخذ سيفا يوم أحد، فقال: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فأحجم القوم، فقال أبو دجانة: أنا".

                              [ ص: 904 ] حدثنا محمد بن هارون، حدثنا أبو المغيرة، عن صفوان، حدثنا سليم بن عامر، عن الحارث بن معاوية، أنه قدم على عمر، فقال: "لعل أحدكم أن يدخل المسجد، فينظر يمينا وشمالا، كالبعير المحجوم، إن لم ير من يجلس إليه انصرف، قال: لا" قوله: حجم عظامها، يقال: حجم الثدي: إذا نهد، وإذا وجدت شيئا مس شيئا من وراء الثوب، فذلك الحجم، ومسست بطن الحبلى، فوجدت حجم الصبي، المعنى: أن الثوب رق، فلزق بالبدن، فجافاه ما نتأ من عجيزة، أو ثدي، فوصف الثوب برقته مقدار ذلك قال الأخفش: " الحجم: أطراف العظام " قال أبو خراش:


                              سقي لقاح ما يزال كأنه حميت بدبغ عظمه غير ذي حجم



                              وقال ابن الدمينة:


                              وعلقت ليلى، وهي ذات ثريدة     ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
                              صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا     إلى اليوم لم نكبر، ولم تكبر البهم

                              .

                              [ ص: 905 ] قوله: "خير ما تداويتم به الحجم" : فعل الحجام، والمحجم: موضع المحجمة، والحجام كعام فم البعير، بعير محجوم، ويظن الحجام من ذلك لإلزامه المحجمة قفا المحجوم والحجوم: من أسماء القبل قوله: "فأحجم القوم" : نكصوا أو تهيبوا أخبرنا عمرو، عن أبيه: "لقيه، فأحجم عنه، ومثله: أحجم عنه" وقال الشاعر:


                              ونحن طرقنا القوم ليلة أحجمت     هلال وقالوا حرزوا وانظروا غدا

                              .

                              [ ص: 906 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية