الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: كظم.

                              حدثنا شجاع، عن هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن أوس بن شداد بن أوس: "رأيت رسول الله صلى الله عليه أتى كظامة قوم فتوضأ منها".  

                              حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم، قال له: "التوبة ما لم يؤخذ بكظمه" قوله: "أتى كظامة قوم" الجميع كظائم قال الأصمعي: خروق تحفر في الأرض وينفذ بعضها إلى بعض فتكون كهيئة الأنهار المقنطرة فكأنها قد كظمت ما فيها من الماء، ثم تظهره ويقال: كظم البعير جرته أي ازدردها، وناقة كظوم: لا تجتر قال الله تعالى: وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم .

                              [ ص: 1213 ] حدثنا أبو بكر، عن شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: "كظم الحزن".

                              حدثنا الحسن بن الصباح، عن خلف بن تميم، عن محمد بن عبد العزيز، سمعت السدي قال: "كظم حزنه".

                              حدثنا شجاع، حدثنا هشيم، عن جويبر، عن الضحاك: "الكظيم: الكميد" ومثله: والكاظمين الغيظ أخبرني أبو نصر عن الأصمعي: الكظامة: العقبة التي على أطراف الريش مما يلي صدر السهم وقال أبو عمرو: الكظامة: أعلى الوادي حيث ينقطع، والكظامة: القناة التي يجري فيها الماء، وكظمت الجدول: سددته وأخبرنا عمرو، عن أبيه: الكظيم: السكوت على المكروه وقوله: "يؤخذ بكظمه": يريد مخرج النفس وقال أبو خراش الهذلي:

                              [ ص: 1214 ]

                              وكل امرئ يوما إلى الموت صائر قضاء إذا ما حان يؤخذ بالكظم



                              وقال آخر:


                              فلو كلمت دهماء أخرس كاظما     لبين بالتكليم أو كاد يفصح

                              .

                              [ ص: 1215 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية