الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الأربعون .

                              باب: غم .

                              حدثنا مسدد، حدثنا حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تصوموا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له"   .

                              حدثنا أبو بكر، حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن فاطمة، عن أسماء: "أنهم أفطروا في رمضان في يوم غيم، ثم طلعت الشمس"، قلت لهشام: أمروا بالقضاء؟ قال: "نعم" .

                              حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زائدة، عن عبيد الله، عن نافع: "أغمي على عبد الله يوما وليلة، فأفاق، فلم يقض ما فاته، واستقبل" قوله: "فإن غم عليكم"، يقال: هو في غمة من أمره إذا لم يهتد [ ص: 17 ] له قال الله تعالى: ثم لا يكن أمركم عليكم غمة وناصية غماء: كثيرة الشعر، والغيم: المزن، والسحاب من أسماء الغيم، الواحدة غمامة، والجميع غيم، وغميت الإناء: غطيته قال أبو عمرو، عن الأكوعي: الغمامة من السحاب بيضاء مؤزرة بسواد، والغمى: سحاب تراه من بعيد، ولم يجلله وقال: مثل الغمامة المنقصرة أن يكون فيها سواد إلى نصفها، والغيث أن يكون عرضه بريدا، والبريد اثنا عشر ميلا والغامياء: جحر اليربوع الصغير يخرج منه، ثم يغمي عليه بتراب رقيق، فإن رجع فأصابه قد فتح لم يدخله مخافة أن يكون قد دخلته حية والغمق: البسر يدفن بعد ما يصفر في التراب حتى ينضج وقال التميمي: غوامي العينين: ما فوق الجفون الأعلى من اللحم [ ص: 18 ] قوله: أغمي على عبد الله، إذا ظن أنه قد مات ثم رجع. والوغم: الحقد ويوم غم، وليلة غمة، وأنشدنا أبو نصر:


                              وغمة لو لم تفرج غموا

                              وقال:


                              فلا تنكحي إن فرق الدهر بيننا     أغم القفا والوجه ليس بأنزعا



                              قوله: والغمغمة: أصوات الثيران عند الذعر، والأبطال عند القتال وأنشد:


                              وظل لثيران الصريم غماغم     إذا داعسوها بالنضي المعلب

                              .

                              [ ص: 19 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية