الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الرابع عشر .

                              باب: إصبع .

                              حدثنا إبراهيم بن دينار، حدثنا علي بن الحسن، عن أبي حمزة، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه: "الأصابع سواء"   .

                              حدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة، عن الأسود بن قيس، عن جندب: دميت إصبع النبي صلى الله عليه فقال: "هل أنت إلا إصبع دميت؟" .

                              حدثنا قتيبة، حدثنا ليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه، "أنه كان إذا توضأ أدخل إصبعيه في سماخيه" [ ص: 299 ] أخبرني أبو نصر عن الأصمعي: الأصابع: الواحدة إصبع لليد سمعت قطربا، يقال: إصبع وأصبع وأصبع. قال أبو إسحاق: وقد ذكر من اسم الإصبع أكثر من هذا أخبرنا سلمة، عن الفراء: هي الإصبع. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الإصبع: الأثر الحسن من الرجل على عمل عمله، فأحسن العمل، أو معروف، يقال: ما أحسن إصبع فلان على فلان وقال أبو عمرو: إنه لحسن الإصبع في المال: إذا كان حسن القيام عليه، وإنه لذو إصبع في المال. وأنشدنا:


                              أغر كلون البدر في كل منصب من الناس نعمى يحتديها وإصبع



                              وقال أبو زيد: لفلان علي إصبع حسنة، ويد حسنة. وقال أبو نصر: والراعي يوصف بالرفق بالإبل وقلة العنف بها. قال:


                              ضعيف العصا بادي العروق ترى له     عليها إذا ما أجدب الناس إصبعا



                              [ ص: 300 ] وقال طفيل:


                              كميت كركن الباب أحيا بناته     مقاليتها واستحملتهن إصبع



                              المعنى فيها يقول: هو فحل مبارك، إذا نتجت منه المقلات وهي التي لا يعيش لها ولد، عاش ولدها من هذا الفحل؛ لأنه مبارك. كما قال ذو الرمة:


                              سبحلا أبا شرخين أحيا بناته     مقاليتها فهي اللباب الحبائس



                              قوله: "هل أنت إلا إصبع دميت" هي مكسورة الألف ومنصوبة الباء، والإصبع مؤنثة .

                              [ ص: 301 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية