الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث التاسع عشر:

                              باب: حطم .

                              حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا عبدة بن سليمان، عن سعيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، لما تزوج علي فاطمة، قال النبي صلى الله عليه: "أعطها شيئا" قال: ليس عندي، قال "فأين درعك الحطمية؟" .

                              حدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا سيار، عن جعفر، كنا نخرج مع مالك بن دينار زمن الحطمة، فيعظ في الطريق .

                              حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود، حدثنا قيس بن أبي حصين، عن أبي صالح، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه قال: "لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لأسست البيت على أساسه الذي كان عليه، وكانوا يرون أن نصف الحطيم من البيت"   .

                              حدثنا حسين بن الأسود، حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي السفر، سمعت ابن عباس، وقال، له رجل: أرأيت الحطيم؟ قال: لا حطيم، إن أهل الجاهلية كانوا يسمونه الحطيم، وإنما هو الجدر، كان أحدهم إذا حلف جاء بمحجنه أو بسوطه، فوضعه عليه، وإنما هو الجدر، فمن طاف بالبيت فليطف من ورائه قوله: " أين درعك الحطمية؟  أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي الدرع الحطمية منسوب إلى إنسان، وقيل: منسوب إلى حي من عبد القيس وقوله: "الحطيم من البيت"  والحطيم: الحجر من الكعبة [ ص: 390 ] وقال لنا أبو نصر: هو الباب حيث يحتطم الناس بعضهم بعضا أي يكسر، قال الله تعالى: يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان ، يقول: يدوسنكم ويكسرنكم ورأيت أكثر القراء فتحوا الياء من يحطمنكم إلا قتادة، فإنه رفع الياء ونصب الحاء وأنشدنا أبو نصر:


                              وموضع متني ركبتين وسجدة توخى بها ركن الحطيم الميامن



                              وصف رجلا مر في فلاة، فلم يجد بها إلا موضع ركبتين: يعني رجل سجد توخى بسجوده الحطيم، فهو يمين المصلى ويسار البيت، وإن جعلت الميامن للحطيم، فيمينه الباب، ووجه الكعبة، وإن جعلت الحطيم الباب فيمينه الحجر الأسود والحطيم: كسرك الشيء اليابس قال الأعشى:


                              يكب الخلية ذات الشرا     ع قد كاد جؤجؤها ينحطم



                              الخلية: الكبيرة من السفن وقال الأصمعي: إذا كان معها زورق، [ ص: 391 ] وجؤجؤها: صدرها قوله: " كنا نخرج مع مالك زمن الحطمة  أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: قال الحطمة: السنة الشديدة والجدب والحطم في كل حافر من شيئين يفج أرساغه، ويفسد عصبه، حطم يحطم حطما أخبرنا سلمة، عن الفراء: الحطمة من أسماء النار مثل جهنم وسقر ولظى، فإن ألقيت الألف واللام لم ينصرف .

                              [ ص: 392 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية