الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الرابع والعشرون:

                              باب: صنبر .

                              حدثنا بندار، حدثنا ابن أبي عدي، حدثنا داود، عن عكرمة، عن ابن عباس، قدم كعب بن الأشرف، فقالت له قريش: نحن أهل السدانة والسقاية، أفنحن خير أم هذا الصنيبير المنبتر من قومه؟ فقال: كلكم خير منه .

                              حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا هارون بن أبي بكر، عن محمد بن المغيرة، عن عمر بن أبي بكر، عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن عبيد بن عرفجة، " وقف على ابن الزبير رجل من بني عامر، فقال: قد كنت تجمع بين قطري الليلة الصنبرة قائما " قوله: "الصنيبير"  أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: إذا دقت النخلة من أسفلها وانجرد كربها قيل: صنبرت .

                              [ ص: 436 ] وقيل لشيخ من العرب: ما فعل نخل فلان؟ قال: عش من أعاليه، وصنبر من أسافله عش: إذا صغر رأسها، وقل سعفها فهي عشة وهي العشاش وقال أبو عمرو: الصنبور: النخلة الدقيقة الأسفل  وقال ابن الأعرابي: الصنبور الضعيف الفرد الذي لا غناء عنده ولا امتناع، قال:


                              يخلفون ويقضي الناس أمرهم عش الأمانة صنبور فصنبور



                              قوله: "الليلة الصنبرة"  سمعت أبا نصر يقول: الصنبرة: الشديدة البرد وأنشدنا:


                              فلما شتا ساقته من طرة اللوى     إلى الرمل صنبر الشمال وداجن



                              وصف ثورا فقال: لما جاء الشتاء ساقته: طردته وطرة اللوى: طرفه حيث يفضي إلى الجدد .

                              [ ص: 437 ] وداجن: سحاب مظلم وقال غير أبي نصر: الصنبرة: ريح باردة في غيم،  وأنشد:


                              وجفان تعتري مجلسنا     وسديف حين هاج الصنبر

                              .

                              [ ص: 438 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية