الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث السادس والعشرون:

                              باب: نحر .

                              حدثنا حماد بن زيد، عن أبي التياح، عن موسى بن سلمة، عن ابن عباس، بعث رسول الله صلى الله عليه بثمان عشرة بدنة، فقال: إن أزحف علي منها شيء؟ قال: "تنحرها ثم تصبغ نعلها في دمها"   .

                              حدثنا أحمد بن الحجاج، حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن إسحاق بن راشد، عن عمرو بن وابصة، عن أبيه، أتاني ابن مسعود في نحر الظهيرة، فقلت: أية ساعة زيارة هذه؟ .

                              [ ص: 443 ] حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود، حدثنا أبو رجاء الكليبي، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس: فصل لربك وانحر قال: وضع يده عند النحر   " .

                              حدثنا خلف بن هشام، حدثنا شريك، عن دثار، عن النعمان بن المنذر، خرج علي وقد بكروا بصلاة الضحى، فقال: "نحروها نحرهم الله" .

                              حدثنا أبو حفص، حدثنا أبو عاصم، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد، قال: يأتي على الناس زمان يكون أمثل الناس التاجر النحرير الذي يجمع كل السلع قوله: "وانحرها"  النحر: ذبح البعير في منحره فالإبل تنحر ولا تذبح، والبقر تذبح وتنحر، والغنم تذبح .

                              حدثنا الحسن بن علي، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة: "النحر للإبل، والبقر إن شئت ذبحت، وإن شئت نحرت، [ ص: 444 ] وأما الغنم فالذبح لأن في حرف عبد الله فنحروها وما كادوا يفعلون" .

                              حدثنا أبو بكر، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن رجل، من خثعم، عن مجاهد، فذبحوها قال: "كان الذبح فيهم، والنحر فيكم" قال إبراهيم: فهذا القول كأنه ذبح البقر كان لبني إسرائيل، ونحرها لنا، والذي شاهدنا من أمر الناس أن البقر تذبح ليس تنحر؛ لأن النحر وجء في أصل العنق، والذبح في آخره مما يلي الرأس،  قوله: أتاني في نحر الظهيرة حين تبلغ الشمس منتهاها من الارتفاع وقوله: فصل لربك وانحر فوضع يده عند النحر أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي النحر: موضع القلادة، وهي اللبة وأنشدنا ابن الأعرابي:

                              [ ص: 445 ]

                              تلقاك بالنحر وهي مدبرة بالبوص منها تكاد تنعقد



                              كان ابن الأعرابي يفتح الباء من البوص، وغيره يضمها، وهي العجز وقال علي في قوله فصل لربك وانحر مثل قول ابن عباس والمفسرون على خلافه، كلهم يجعله نحر البدن، منهم: مجاهد، وسعيد، والحسن، وعطاء، وأبو جعفر، والضحاك، وعكرمة، وعطية وأخبرنا سلمة، عن الفراء، قال: هو النحر، استقبل القبلة بنحرك وسمعت بعض العرب يقول: منازله تناحر، أي هذا بنحر هذا، أي قبالته، وأنشدني بعض بني أسد:


                              أبا حكم هل أنت عم مجالد     وسيد أهل الأبطح المتناحر؟



                              قوله: نحروها نحرهم الله، يقول: صلوها في أول وقتها،  والنحور: أوائل الشهور  وأنشدنا:


                              أرمي النحور فأشويها وتثلمني     ثلم الإنا ثم أغدو غير منتصر



                              أشويها: أخطئها قوله: تاجر نحرير، هو الحاذق العالم بالتجارة   .

                              [ ص: 446 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية