الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
327 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسن الطرائفي ، أنا عثمان بن سعيد ، أنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله: يحول بين المرء وقلبه  يقول: "يحول بين المؤمن وبين الكفر ، ويحول بين الكافر وبين الإيمان" وقوله: ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة قال: "لو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى كما حيل بينهم أول [ ص: 245 ] مرة في الدنيا" وقوله: ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم  قال: "فاستجاب الله لموسى عليه السلام ، وحال بين فرعون وبين الإيمان حتى أدركه الغرق فلم ينفعه الإيمان" وقوله: ولو نشاء لطمسنا على أعينهم يقول: " أضللناهم عن الهدى فكيف يهتدون - وقال مرة -: أعميناهم عن الهدى " وقوله: رب بما أغويتني يقول: "أضللتني" وقوله: فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم ] يقول: "لا تضلون أنتم ولا أضل منكم إلا من قضيت له أنه صال الجحيم" وقوله: جعلنا في أعناقهم أغلالا  وقوله: من أغفلنا قلبه عن ذكرنا وقوله: ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ونحو هذا من القرآن قال: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرص على أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى فأخبره الله أنه لا يؤمن إلا من سبق له من الله السعادة في الذكر الأول ، ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاء في الذكر الأول ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " وقوله: كذلك زينا لكل أمة عملهم قال: "زين لكل أمة عملهم الذي يعلمون حتى يموتوا" وقوله: أمرنا مترفيها  يقول: " سلطنا شرارها فعصوا فيها فإذا فعلوا ذلك أهلكناهم بالعذاب وهو قوله: وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها " هذا كله عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بالإسناد الذي تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية