الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
344 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله محمد بن [ ص: 252 ] يعقوب ، قال: حدثني أبي وعبد الله بن محمد ، قال أبي: أنا محمد بن المثنى ، قال: حدثنا عبد الأعلى ، أنا داود بن أبي هند ، عن عمرو بن سعيد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس، أن ضمادا ، قدم مكة وكان من أزد شنوءة ، وكان يرقي من هذه الريح فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون إن محمدا مجنون ،  فقال: لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله أن يشفيه على يدي قال: فلقيه فقال: يا محمد إني أرقي من هذه الريح ، وإن الله يشفي على يدي من يشاء ، فهل لك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد" ، فقال: أعد علي كلماتك هؤلاء. فأعادهن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات فقال: لقد سمعت قول الكهنة ، وقول السحرة ، وقول الشعر ، فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ولقد بلغنا قاموس البحر فقال: هات يدك أبايعك على الإسلام فبايعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وعلى قومك" فقال: وعلى قومي قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فمروا بقومه فقال صاحب السرية للجيش: هل أصبتم من هؤلاء شيئا؟ فقال رجل من القوم: أصبت منهم مطهرة قال: ردوها فإن هؤلاء قوم ضماد قال: هذا لفظ حديث محمد بن المثنى ، عن عبد الأعلى وفي رواية يزيد بن زريع نقصان أحرف وزيادة أحرف ومما زاد قوله: "ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له" رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى .

التالي السابق


الخدمات العلمية