الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
482 - أخبرنا أبو الحسن بن بشران العدل ، ببغداد ، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ، نا الحسن بن مكرم ، نا إسحاق بن سليمان ، نا أبو سنان سعيد بن سنان الشيباني قال: سمعت وهب بن [ ص: 304 ] خالد الحمصي ، يحدثنا عن ابن الديلمي ، قال: وقع في نفسي شيء من القدر فأتيت أبي بن كعب فقلت: يا أبا المنذر وقع في نفسي شيء من القدر خفت أن يكون فيه هلاك ديني أو أمري فقال: يا ابن أخي إن الله عز وجل لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ، ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيرا من أعمالهم ، ولو أن لك مثل أحد ذهبا أنفقته في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر ،  وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وأنك إن مت على غير هذا دخلت النار ، ولا عليك أن تأتي أخي عبد الله بن مسعود فتسأله ، فأتيت عبد الله بن مسعود فسألته فقال مثل ذلك ، قال إسحاق: قص القصة كلها كما قال أبي ، غير أني اختصرته ، وقال لي: لا عليك أن تأتي حذيفة بن اليمان فتسأله ، فأتيت حذيفة بن اليمان فسألته فقال لي مثل ذلك ، قال أبو يحيى: فقص أيضا القصة كما قال أبي وقال: ائت زيد بن ثابت فسله ، فأتيت زيد بن ثابت فسألته فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عز وجل لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ، ولو أن لك مثل أحد ذهبا أنفقته في سبيل الله عز وجل ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر ، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وأنه إن مات على غير هذا دخل النار" وروينا قبل هذا عن كثير بن مرة ، عن ابن الديلمي ، عن سعد بن أبي وقاص مثل هذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية