الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
560 - وأخبرنا أبو عبد الله، قال: حدثني أبو محمد الحسن بن إبراهيم الفارسي ، نا الحسين بن مردويه الفارسي ، نا هلال بن العلاء الرقي ، نا إدريس بن موسى المنبجي ، نا أبي ، عن جدي ، قال: جاءت جارية برقعة مختومة دفعتها إلى سفيان يعني الثوري ففضها وقرأها ، فإذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم ، من داود بن يزيد الأودي إلى سفيان بن سعيد الثوري ، ما تقول في رب قدير قدر علي ، وقدر على إرشادي وإصلاحي وعصمتي وتوفيقي فمنعني من ذلك بقدرته وحجبني بقوته ،  وقد عزم علي أن يعذبني بالنار ، جار علي أم عدل؟ فكتب سفيان: "بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام على من اتبع الهدى ، وأقر بأن محمدا رسول رب العلى ، إن يكن الإيمان والإرشاد والإصلاح والعصمة والتوفيق حقا لك على الله لازما ، ودينا واجبا ، فمنعك بقدرته ، وحجبك بقوته ما هو لك عليه ، وقد عزم على أن يعذبك بالنار ، قلنا إنه جار عليك ولم يعدل ومن المحال أن يجور الله على أحد من خلقه ، أو لا يعدل عليه ، وإن يكن ذلك كله فضلا من الله ، فالله يؤتي فضله من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، فإن يكن ههنا حجة أدحضناها بالحق ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" قال: فكتب إليه داود تائبا إلى الله مما كان عليه مقيما ، وأنه فوض الأمور كلها إلى رب العالمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية