الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
625 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن الحسين القاضي قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا أبو عتبة ، نا بقية ، نا صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، وراشد بن سعد ، قالا: قالت خديجة: يا رسول الله أولادي منك في الإسلام ، قال: "في الجنة"  قلت: بلا عمل؟ قال: "الله أعلم بما كانوا عاملين" قلت: يا رسول الله ، فأولادي من غيرك؟ قال: "في النار" قلت: بلا عمل؟ قال: "الله أعلم بما كانوا عاملين" هذا إسناده منقطع وروي موصولا عن محمد بن عبيد الله ، عن أبي اليقظان ، عن زاذان ، عن علي ، وإسناده ضعيف وروي عن علي ، وعبد الله بن مسعود من قولهما: الوائدة والموءودة في النار وهذه أخبار لا تبلغ أسانيدها في الصحة مبلغ حديث أبي هريرة وابن عباس ويحتمل إن كانت صحيحة أن تكون خارجة مخرج الأغلب ، وحديث أولاد خديجة ومليكة قضية في عين ، ونحن لا نعلم من ذلك ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمه بالوحي ، فالأولى أن يكون أمرهم موكولا إلى الله تعالى. وقد ذهب بعض أهل العلم إلى إلحاقهم [ ص: 354 ] بآبائهم في حكم الآخرة ، كما كانوا ملحقين بهم في حكم الدنيا ، واستدل بظاهر هذه الأخبار التي ذكرناها ، وذهب بعضهم إلى أنهم يكونون في الجنة خداما لأهلها إذ لم يعملوا عملا يستحقون به الثواب أو العقاب ، وخدام الملوك وإن تنعموا بنعمة الملوك فليسوا فيها كالملوك ، واحتج من ذهب إلى هذا بما

التالي السابق


الخدمات العلمية