أحمد بن الصدر عماد الدين محمد ابن العدل أمين الدين سالم ابن الحافظ الحجة أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي الدمشقي الشافعي، فخر الكبراء قاضي القضاة نجم الدين أبو العباس. ولد سنة خمس وخمسين وستمائة في ذي القعدة.
وكتب له إجازة حينئذ، أجاز له مائة وثمانون، منهم عثمان ابن خطيب القرافة ، [ ص: 38 ] والصدر العكبري ، وابن عوة ، وعبد الله بن الخشوعي، وحضر الرشيد العطار في سنة تسع وخمسين وستمائة والنجيب عبد اللطيف، وسمع ابن عبد الدائم ، وابن أبي اليسر ، ويوسف بن خطيب بيت الآبار ، وابن عبد ، وأحمد بن خليل ، ووالده ، وعميه وجده لأمه المسلم بن علان، وطلب مدة وكتب الطباق، ورافق ابن جعوان، وله عمل جيد في التاريخ والوفيات، وكتب المنسوب وبرع مع سرعة لا يلحق فيها، وتفقه وناظر وأفتى وساد وشارك في العلوم، وكان يلقي دروسا طويلة وله قوة حافظة وفصاحة وبلاغة وترسل جيد، عمل في الإنشاء مدة، وأخذ بمصر المباحث عن الأصفهاني وكان دينا رئيسا كبير القدر، درس بالعادلية الصغرى وتفقه بالشيخ تاج الدين وولي قضاء العساكر ، ثم ولي قضاء القضاة سنة اثنين وسبعمائة إلى أن مات، وكان ماضي الأحكام متوسط السيرة به حلم ومداراة، وقيام مع أصحابه، وسمع منه البرزالي ، والسبكي ، والعماد الدمياطي ، والعلائي ، وسائر الجماعة، وخرج له العلائي مشيخة. توفي في ربيع الأول سنة 723.