الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
115 - حدثنا محمد، قال: أخبرنا أبو عبيد ثنا ابن أبي مريم، عن سليمان بن بلال، عن عبد الرحمن بن عطاء ابن بنت أبي لبيبة ، أنه سمع سعيد بن المسيب، وذكر الوضوء، فقال: "إن لي لركوة أو قدحا ، ما يسع إلا نصف مد ، أو نحوه فأنا أبول ثم أتوضأ منه ، وأفضل" .  

قال عبد الرحمن: فذكرت ذلك لسليمان بن يسار ، فقال وأنا بلغني مثل ذلك ، قال: فذكرت ذلك لأبي عبيدة بن عمار بن ياسر فقال: هكذا سمعته من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال أبو عبيد: أحسبه يعني مد هشام بن إسماعيل لأنه أكبر من مد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولذلك اقتصروا على نصفه. فأما مد النبي  صلى الله عليه وسلم فلا أحب أن ينقص منه شيء. لأن الآثار المرفوعة كلها على كماله ، وقد أخبرت الوضوء [ ص: 190 ] به كافيا إذا لم يكن معه استنجاء ، ومبلغه في الوزن والكيل رطل وثلث ، في قول أهل الحجاز ، ورطلان في قول أهل العراق ، وبقول أهل الحجاز نأخذ ، وقد فسرناه في كتاب الأموال.

التالي السابق


الخدمات العلمية