الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
248 - حدثنا محمد، قال: أخبرنا أبو عبيد قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا منصور، عن قتادة، عن عقبة بن صهبان، عن ابن عمر ، قال: "التيمم أحب إلي من ماء البحر".  

قال أبو عبيد: والقول المعمول به عندنا: الأخذ بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنه "الطهور ماؤه الحل ميتته".

ثم ما أفتى به علماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ذكرنا ، ثم أخذ العلماء [ ص: 304 ] الذين سمينا قبله أنه طاهر لا كراهة فيه ولا يحتاج معه إلى تيمم ولا غيره.

ولم تأتنا كراهته إلا في هذه الأحاديث الثلاثة التي قد ذكرناها عن قتادة ، ثم رواها عنه ثلاثة رجال ، كل واحد منهم يحدث بغير إسناد صاحبه.

والدستوائي يحدث عن أبي هريرة ، وابن أبي عروبة يحدث عن عبد الله بن عمرو ، ومنصور يحدث عن ابن عمر ، مع هذا فإن أبا هريرة يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطهور ماؤه" وعبد الله بن عمرو ، يقول: من لم يطهره ماء البحر فلا طهره الله عز وجل.  

وقد ذكرنا في حديثيهما فهذا خلاف تلك الرواية ، ويلزم من كره ماء البحر أن يقول في كل ماء مالح مثله ، بل ماء البحر أطهر لأن المياه كلها قد تنجس إذا غلبت ، وماء البحر لا يكون مغلوبا أبدا.

التالي السابق


الخدمات العلمية