الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
329 - حدثنا محمد، قال: أخبرنا أبو عبيد قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم، قال: "إذا التقى الماءان فقد تم الطهور" .  

قال أبو عبيد: وهذا قول أهل العراق من أصحاب الرأي ، يرون أن كل شيء مسه الماء من الجسد طاهر ، وسواء عليهم تقديم ذلك وتأخيره.

وقال مالك بن أنس إن بدأ بذراعيه قبل وجهه  لم يجزه ، وعليه أهل الحجاز أو كثير منهم، [ ص: 355 ] .

قال أبو عبيد: وإن الذي عندنا فيه: الأخذ بهذا القول: أنه لا يجزئه ، ويكون عليه الإعادة ، كما اشترطه الله حين بدأ بالوجوه فقال: فاغسلوا وجوهكم قال: وأيديكم إلى المرافق قال أبو عبيد: من ذهب إلى ذلك القول فإنه إنما هو لقوله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا فهل يجوز أن يقدم السجود قبل الركوع؟ وكذلك قوله عز وجل: إن الصفا والمروة من شعائر الله وأما حديث علي وعبد الله: فإنما هو في الأعضاء خاصة ، وهذا جائز حسن ، لأن التنزيل لم يأمره بيمين قبل يسار ، إنما نزل بالجملة في ذكر الأيدي ، وذكر الأرجل ، فهذا الذي أباح العلماء تقديم المياسر على الميامن ، وهو خلاف الأمر الأول.

التالي السابق


الخدمات العلمية