الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
334 - حدثنا محمد، قال: أخبرنا أبو عبيد قال: أخبرنا أبو أيوب، عن الوليد بن مسلم، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي، أنه [ ص: 357 ] سمع المقدام بن معدي كرب يقول: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ، فلما بلغ مسح رأسه ، وضع كفيه على مقدم رأسه ، ثم مر بهما حتى بلغ القفا ، ثم ردهما حتى بلغ المكان الذي بدأ منه ، ومسح أذنيه ظاهرهما وباطنهما" .  

.... وهذا قول أهل الأثر والاتباع: يرون مسح الرأس أجمع ، واختلف أهل الرأي فقال بعضهم يجزئه أن يمسح الربع منه فصاعدا. وبعضهم يستحسن النصف.

[ ص: 358 ] وقال آخرون من غيرهم: أي جوانب رأسك مسحت أجزأك.

قال أبو عبيد: وهذا يروى عن الشعبي ، وأما مالك بن أنس فإنه كان يقول بمسح ما قبل منه وما دبر .

قال أبو عبيد: وإن الذي عندنا في ذلك: الأخذ بالآثار التي روينا في صدر هذا الباب ، من مسح الرأس كله يتوخى الرجل أن لا يبقى منه شيء ، كما يفعله في مسح الوجه للتيمم ، لأنهما في التنزيل بلفظ واحد ، ثم فسرته السنة بالأخبار التي ذكرنا عن النبي صلى الله عليه وسلم فأما توقيت النصف والربع فإنه لا يجوز لأحد إلا أن يوجد علمه في كتاب أو سنة أو إجماع. [ ص: 359 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية